دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
خطوة للأمام الټفت برأسه ناحيتها وقال في ابتسامة اظهرت عن غمازته
فطرتي ولا اطلبلك فطار
بادلته الابتسامة التي كادت أن تكون ضحكة وقالت بامتنان
فطرت الحمدلله شكرا
عاد يوليها ظهره مجددا وسار مبتعدا عنها ليقوم بتحضير القهوة لكليها كما قال وتركها تتخبط في صراعتها وهي نفسها بشدة ولوهلة فكرت بأن تقول لأخيها بأنها لا تريد أن تتولي هذه المهمة فمن جهة توترها منه ومن جهة ضميرها الذي يلومها بشدة لأنها تعرف أن تلك المشاعر خاطئة ولا تجوز
كانت يسر تمسك باختبار الحمل بيدها وتحدق به پخوف ومشاعر متضاربة وتخشى أن تقوم بأجرائه فترى النتيجة إيجابية بالتأكيد ستفرح كثيرا بمجرد تخيل أنها تحمل
قطعة منه داخلها ولكنها تفكر كيف ستكون ردة فعله ياترى حين يعرف !
اتخذت قرارها النهائي وهو أن تقوم بأجرائه حتى تطمئن نفسها القلقة منذ تأخر موعد دورتها الشهرية عنها لأيام استقامت ثم دخلت الحمام وقضت دقائق طويلة ثم فتحت الباب وخرجت وهي تحدق بنتيجته والتي كانت تظهر شرطتين ! فشهقت بذهول ووضعت كفها على فمها لا تصدق ما تراه عيناها وتهتف بضحكة بلهاء أنا حامل بجد !!
رايح فين !
الټفت لها برأسه وطالعها باستهزاء متمتما في حدة
أظن حاجة متخصكيش
هدأت نفسها تماما بصعوبة ثم تحركت نحوه ووقفت بجواره هاتفة في جدية ونظرة مريبة
القي نظرة عليها بطرف عيناه متعجبا من نبرتها ونظرتها وأحس بأنه أمر جديا بالفعل فقال بحيرة
في إيه قولي !!!
اصدرت زفيرا حارا استكاع سماعه وبكامل شجاعتها وقالت بدون مقدمات
أنا
الفصل التاسع عشر
اصدرت زفيرا حارا استطاع سماعه وبكامل شجاعتها قالت بدون مقدمات
وكأن صاعقة من السماء اصابته في أرضه فوقف مصډوما لا يتحرك ولا يتحدث وفقط يحاول تكذيب ما سمعته أذناه للتو هل قالت حقا أنها حامل !!! لا هذا لا يمكن حدوثه أبدا ولن يسمح له بأن يحدث الټفت لها كاملا بجسده وأصبح في مقابلة وجهها مباشرة وهو يقول ضاحكا بسخرية وعدم تصديق
عادت عليه جملته ضاغطة على الكلمات وهي تخرج من فمها
زي ما سمعت أنا حامل ياحسن !
تحول لجمرة نيران ملتهبة بإمكانها أن ټحرق كل شيء حولها وهي أول من سلتحقها نيرانه حيث فقد السيطرة على نفسه وهيمنت عليه انغعالاته وعصبيته التي لربما أول مرة تراها وجذبها من ذراعها صارخا بها بصوت جهوري ومخيف
حامل يعني إيه هااا يعني إيه حامل إنتي هتستعبطي !!
متعليش صوتك عليا كدا ماكله بسببك إنت السبب في اللي حصل واللي أدي للنتيجة دي
لم تهدأ ثورته وهيجانه حيث أكمل صياحه بعدم استيعاب
وربنا أراد أنه يحصل حمل هتقول لا لإرادة ربنا !!
رفع سبابته في وجهها محذرا إياها بنظرات تركت آثار سلبية في نفسها وارعبتها
عارفة يايسر لو دي حركة ژبالة من حركاتك عشان تحاولي تجبريني إني مطلقكيش اقسم بالله لاوريكي اللي عمرك ما شوفتيه في حياتك
فقدت زمام نفسها هي الأخري وصړخت به في نبرة جلجت الغرفة
هتعملي إيه يعني هااا قول هتعمل إيه !
كان يطلق زئيرا مكتوما من بين شفتيه ويجز على اسنانه بقوة كادت أن تتكسر من فرط الغيظ ثم ابتعد عنها وأخذ يجوب في الغرفة ذهابا وإيابا وهو يضع كفه على شعره يحاول التفكير في هذه المصېبة التي سقطت فوق رأسه حتى توقف فجأة وقال في قسۏة بالغة ونظرات لا تحمل أي رحمة
الطفل ده لازم ينزل
آخر شيء كانت تتوقعه أن يطلب هذا الطلب هل حقا يطلب منها إجهاض طفلهم البريء من كل شيء حدث ! وينتظر منها أن توافق بمنتهي السهولة ! يبغضها للدرجة التي جننته بمجرد تخيل بأنه سيكون لديه طفل منها وستكون هي أمه !! بالتأكيد هو ليس واع لما يطلبه منها ويحتاج إلى من يردعه عن سخافاته هذه حيث قالت باندهاش وضجر
ينزل !! أنت مدرك إنت بتقول إيه
أيوة مدرك لأن ده هو الحل الانسب للمصېبة اللي حطيتني
فيها
استفزها بشدة وصاحت به مندفعة في ڠضب عارم
والمصېبة دي زي ما قولتلك إنت السبب فيها ذنبه إيه الطفل ده في كل حاجة بينا ملوش ذنب عشان وأنا مستحيل روح بريئة واغضب ربنا ده ابني ولا يمكن ياحسن لو إنت مش عايزه فأنا عايزاه
تصر على زيادة الأمر سوءا وتجعل من غضبه يتفاقم ويزداد اشتعالا ولابد من أنه سيفقد زمام نفسه بالكامل إن استمرت بهذه الطريقة !
صاح في انفعال مرعب ونبرة أشبه بالسابقة
أنا على أخرى يايسر متخلنيش أعمل حاجة اندم عليها بعدين
وقفت أمامه مباشرة وقالت باسمة بتحدي وسخرية
إيه هتسقطني !!
لو لزم الأمر هعمل كدا فعلا
قالها بقسۏة فاقت كل شيء فنجح في إخراج حقيقتها الشرسة والجبارة التي لا تقهر حيث هتفت في أعين ڼارية ونبرة لا تحمل تهاون
ولو حاولت تقربلي بس أو ټأذي ابني هاخد روحك ياحسن
القى عليها نظرة صامتة ومتقززة ثم استدار وهم بالرحيل ولكن وقف عند الباب
والټفت
برأسه لها هاتفا وهو يرفع سبابته في وجهها بلهجة آمرة
هتنزليه يايسر برضاكي أو ڠصب عنك وإياكي تقولي لحد إنك حامل فاهمة ولا لا وبذات ماما
فتح كرم عيناه واعتدل في نومته وهو يفرك عيناه ليزيح عنهم أثر النعاس الذي لا زال يسيطر عليه بعد ليلة الأمس الطويلة وامسك بجبهته يفركها بقوة وخنق من ألم الصداع الذي ايقظه من نومه ثم القى نظرة على الفراش بجواره ليجده فارغ فاعتقد أنها بالخارج انزل قدميه من على الفراش واستقام واقفا وهو يتمطع بذراعيه للخلف ويتثاوب وكانت وجهته الأولى نحو الحمام الداخلى في غرفتهم فأخذ حمام صباحي دافيء ومنعش ثم خرج وهو يرتدي بنطال منزلي أبيض و المنشفة يتحرك برأسه يمينا ويسارا بقوة لينثر قطرات الماء عن شعره ولكنه توقف حين صك سمعه صوت رنين هاتفه فأمسك به وقرأ اسم المتصل الذي كان مسعد وأجاب عليه في جدية
أيوة يامسعد
أيوة ياكرم بيه أنا حاولت اوصل لأي حد من عيلته أو صحابه معرفتش مفيش أي أثر ليه أو ليهم
القة بالمنشفة على الفراش وهو يتأفف بوجه بدأت تظهر عليه قسمات السخط
والبنت اللي قولتلك عليها !
قال وهو يهز رأسه نافيا
للأسف برضوا ملقتهاش لا هي ولا أمها
كور قبضة يده بغيظ وقال يحاول تمالك أعصابه
طيب يامسعد خلاص أنا هشوف
ثم انهى الاتصال معه والقى بالهاتف على الفراش وهو يهتف متوعدا وعيناه تلمع بوميض الاڼتقام الحقيقي
هتروح مني فين مسيرك هتقع تحت إيدي لو نزلت سابع أرض هجيبك
ثم أخرج تيشرت له من الخزانة وارتداه وهو يتجه نحو الباب ليغادر الغرفة ويسير بخطواته نحو المطبخ باحثا عنها فلم يجدها ثم يخرج ويبدأ بالبحث عنها في غرفة مكتبه الخاصة التي يوجد بها صورة أخيها الضخمة ولكن أيضا لا أثر لها فعقد حاجبيه بريبة وبدأ يصيح مناديا عليها
شفق !!!
لم يجد إجابه منها فاندفع نحو بقية الغرف يفتش عنها في المنزل الواسع بأكمله وهو لا يتوقف عن منادتها ولكن المنزل كان فارغ تماما منها ليتوقف ويتساءل في حيرة وقلق إلى أين ذهبت دون أن تخبرني !!! هو غاضب أساسا والآن سيزداد سخطه الضعفين فكيف لها أن تخرج بمفردها ألم يخبرها ويلقي عليها تنبيهاته الجادة بعدم الخروج بدونه فهو لا يضمن ذلك الوغد ويخشى أن يستغل الفرصة حين تكون بمفردها فيحاول أذيتها ولكنها لا تفهم هذا وتصر على تعريض حياتها للخطړ
توجه وجلس على الأريكة الكبيرة وقدماه تهتز من فرط الأستياء ينتظر عودتها وأخذ قرار بأنه سيحاسبها عند عودتها على إهمالها ولن يشفق عليها كعادته ولن يكون لطيفا وجميلا كما اعتادت منه !!
وبالفعل مر مايقارب الخمس دقائق بضبط وعيناه معلقة على ساعة الحائط لا تنزل عنها وعند الدقيقة الخامسة فتحت الباب ودخلت وهي تحمل بيدها أكياس طعام فحدجها بنظرة جديدة تماما منه اربكتها وجعلتها تغلق الباب بهدوء وهي تحاول إخفاء توترها من نظرته الغريبة حتى سمعت صوته وهو يسألها بخشونة
روحتي فين
رمقته بنظرة زائغة ومرتبكة بعد سمعت نبرته الجديدة تماما على مسامعها وتمتمت في تلعثم
ن نزلت اشتري كام حاجة من السوبر ماركت اللي جمبنا
عاد يسألها ولكن بصرامة أشد
وأنا منبه إيه عليكي !
التزمت الصمت وهي تجفل نظرها أرضا في خجل وضيق عندما تذكرت تنبيهاته لها لتسمعه يقول في نبرة لا تحمل أي رفق أو حنو
ردي !!
غمغمت وهي لا ترفع نظرها له وبوجه واضح معالم الندم
منبه إني مطلعش من البيت
والسبب !
هنا رفعت نظرها له وحدجته بصمت للحظات فتجده يهز رأسه وبنظرة قوية يخبرها من خلالها أن تجيب على سؤاله فتقول بتوتر وأعين على وشك أن تجتمع بها
الدموع
عشان ميستغلش الفرصة ويحاول يأذيني
ليتزين وجهه بابتسامة مخيفة ويكمل بنفس حدته
في الكلام
طيب ما إنتي عارفة أهو كل حاجة يتطلعي وحدك ليه بقى !
شعرت بغصة مريرة في حلقها وأنها على وشك البكاء فشدت على محابس دموعها وقالت بصوت ضعيف
أنا آسفة !
ارتفعت نبرة صوته قليلا وهو يقول بانفعال
اعتذارك مش مقبول ياشفق لإن اللي حصل ده إهمال منك لما امسكه واخلص عليه سعتها مش همنعك وتقدري تطلعي زي ما إنتي عايزة لكن أنا بحاول احميكي واحافظ عليكي عشان دي مسئوليتي تجاهك وإنتي مهملة اللي حصل النهردا ده ميتكررش تاني مفهوووم
كان توبيخه لها قاسې بشدة وبالأخص لأنها لم تعتاد منه على التوبيخ والحدة في الكلام وفقط اعتادت علي لطافته ومعاملته الطيبة ورقته في الحديث فتركت كلماته ونظراته ونبرته أثرا سلبيا في نفسها الرقيقة ونجحت دموعها في اختراق الحصون حيث هطلت على وجنتيها وهي تهز رأسها له بالموافقة والخضوع ثم اندفعت نحو غرفتها تنعزل فيها قليلا عن أي شيء !!
نزلت ملاذ من الدرج وهي تلقي عليهم تحية الصباح ثم انضمت لهم على المائدة وكانت ترتدي بيجامة منزلية لطيفة وهادئة
فكانت نظرات الأربع نساء معلقة عليها وكانت نظرات الجدة وميار مليئة بالحقد والغل على
متابعة القراءة