دروب العشق بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز


الواقع هو حتى الآن خلوقا معها ولم يريها الانحراف الحقيقي لتكمل هي
متسائلة في ضحك 
قولي ومتكدبش كانت نوياك مش تمام صح بس شكلك تراجعت على آخر لحظة !
قال في ابتسامة عريضة وهو يبادلها جلستها المرحة 
الصراحة ابقى كداب لو قولتلك غلطانة
أصدرت ضحكة بسيطة وتمتمت بخذي مزيف ومداعبة 
وأنا قال اللي كنت مدياك الأمان وإنت كنت هتغدر بيا في نص النيل

اطلق ضحكة مرتفعة ثم هم بأن يجيب عليها ولكن صوت رنين هاتفه قطع جلستهم المرحة والأولى منذ زواجهم حيث التقطه وأجاب على المكالمة التي كانت تخص شيء خاص بالعمل ثم نهض واتجه نحو مكتبه ليتأكد من شيء وهو مازال يتحدث في الهاتف وتركها تتراقص فرحا وتكاد تقفز من السعادة فلقد نجحت اليوم في احراز اول نقاطها وقوي شعور الأمل في قلبها من جديد وازدادت إصرارا وعزيمة في إذابة الثلوج
المتراكمة على قلبه وتحول بينها وبين قلبه النقي والصافي والجميل !!
مع صباح يوم جديد ومشرق داخل شركة العمايري 
خرجت يسر من مكتبها تقود خطواتها ناحية مكتب زوجها لكي تعطيه بعض الأوراق المهمة الخاصة بالعمل بالرغم من أنها لا تريد رؤيته إلا أنها مجبرة على التعامل معه في الشركة من أجل العمل وأخيرا وصلت أمام مكتبه وهمت بأن تدخل لولا السكرتيرة الخاصة به منعتها فورا باحترام مغمغمة 
مدام يسر حسن بيه قال مدخلش حد نهائي
لوت فمها بأعين ڼارية وتمتمت بابتسامة صفراء 
وهو أنا حد ياحبيبتي !!
توترت الفتاة بشدة وقالت باضطراب وصوت خاڤت 
هو موجود جوا مع أنسة دنيا وقالي إنك لو جيتي وجبتي الاوراق تدهاني وأنا هدهاله لما يخلص مقابلته
طفحت حمم البركان الخامد داخلها وتأججت نيران الغيرة لدرجة أن وجهها ظهرت عليه آثار انفجار هذا البركان ! فهو لن يكف عن تحقيرها وإھانتها أمام الجميع يجلس مع فتاة في الداخل ويرفض دخول زوجته غير مبالي لوضعها أو كرامتها ولكنها تمكنت من التحكم في زمام ثورتها الداخلية وطالعت الفتاة بابتسامة قاټلة كلها شړ وغيظ ثم استدارت وعادت لمكتبها دون ان تعطيها شيء وهي تتوعد له بأنها سترد كرامتها التي بعثرها للتو 
دخلت في مكتبها ودفعت الباب خلفها ثم جلست على المقعد وهي تلف
به يمينا ويسارا وتقضم أظافرها من فرط غيظها وغيرتها وعقلها لا يتوقف عن التفكير وطرح الأسئلة ترى ماذا يفعل هذا المنحرف ! ولما يرفض دخول أحد عليهم ! فنهضت وقامت بتحضير كوب قهوة لم تجهزه لها بل له وبعد دقائق معدودة من تجهيزه كما توقعت اقتحم عليها المكتب ودخل ثم اغلق الباب وهتف بسخط 
مسبتيش الورق ليه مع السكرتيرة !
اقتربت منه وهي تحمل على يدها كوب القهوة الساخن وتهمس بتصنع البراءة 
معلش اتلهيت أصل جالي تلفون مهم ومشيت علطول عشان أعرف أرد
تقدم نحوها وقال ساخرا منها 
لا والله وتلفون إيه ده بقى المهم !!
وقفت أمامه مباشرة وتمتمت في نظرات ثابتة وابتسامة لئيمة 
فاكر اللي شوفتني معاه في الصورة وحكتلك عنه أهو هو ده كان بيتصل يطمن عليا لإني إمبارح كنت تعبانة جدا بس الحمدلله دلوقتي بقيت كويسة ده حتى كان عايز ياجي
يشوفني بس قولتله لا متتعبش نفسك ولإني كمان مش فاضية
تبدلت ملامحه ولاحظت أنها اتخذت طريقا مغايرا لتسلك طريق الاغتياظ والاستياء فتبتسم هي بانتصار لتحقيق أول نقاطها ثم تسكب القهوة على قميصه ليرتد هو للخلف فورا مصدرا تأوها مټألما لسخونتها ثم بدأ فورا بفك أزرار قميصه في ألم حتى ينزعه عنه وهو يصيح بها بجموح عاتي 
إيه الغباء ده !!
يخطأ مجددا ولابد أنه يصر على أن تزيد عقابها له فاقتربت منه وضغطت بقدمها على قدمه ليصدر هو تأوها مټألما أكثر فتقول هي بتأسف مزيف ودهشة 
أنا آسفة ياحبيبي مقصدش بسبب التعب بس حاسة نفسي من مظبوطة لسا
فهم أنها تفعل كل هذا عمدا حين قرأ نظرات الغل في عيناها فنزع عنه قميصه والقاه على الأريكة الصغيرة ثم جذبها من ذراعها هامسا في صوت مريب 
اللي بتعمليه ده هتبقى نتائجه سلبية خلي في علمك بلاش حركاتك دي يايسر ومتعمليش نفسك ذكية عليا احسن اوريكي اللي عمرك ماشوفتيه مني
قالت ضاحكة باستهزاء واضح منه 
نفسي جدا اشوف اللي مشوفتهوش منك ده من ساعة ما اتجوزنا وإنت بتقول الكلام ده بس واضح إنه كلام بس
ابعد عني ياحسن
ترك يدها وشعرها لتعتدل هي واقفة ويقع نظرها على صدره الذي يعطي أحمرار بسبب القهوة التي سكبتها عليه لتتنهد بعمق وإشفاق وتلتفت خلفها ثم تمد يدها في درج المكتب وتخرج مرهم للحروق ثم تعطيه له هاتفة في امتعاض وهي تتحاشي النظر إليه 
خد حط منه
سمعت صوته الرجولي القوي وهو يقول ببرود 
حطيلي إنتي مش إنتي اللي دلقتي القهوة عليا
لتفتح في هذه
اللحظة رفيف الغرفة وسرعان ما وقع نظرها عليهم فاشاحت بوجهها وعادت تغلق الباب متمتمة 
احم !
وضعت يسر علبة المرهم في يده وابتعدت عنه هاتفة لرفيف 
ادخلي يارفيف مفيش حاجة القهوة ادلقت على اخوكي بالغلط وكنت بحطله مرهم للحروق
التقط قميصه المتسخ ونظر لها هاتفا في طبيعية يحاول إخفاء غيظه حتى لا تشعر شقيقته 
وده البسه إزاي بقى !!
قول لعلاء يجبلك قميص من المخزن تحت مش موضوع يعني ياحسن
نقلت رفيف نظرها بينهم باستغراب ولكنها لم تعلق فهذا ليس من شأنها واقتربت من يسر تملي عليها بعض الأشياء الخاصة بالعمل ثم همت بأن ترحل لولا صوت أخيها الذي قال بتساءل 
كرم جه معاكي يارفيف 
قالت نافية 
لا النهردا الجمعة وإنت عارف إنه متعود بيزور اروى وسيف كل جمعة فوصلني ورجع على المقاپر ممكن شوية وتلاقيه وصل
طيب لما ياجي قوليلي
أماءت له بالإيجاب لتقابل ابتسامته الحانية فتبادله إياها ثم تستدير
وتنصرف ليعود هو بنظره لزوجته ويرمقها شزرا ثم يخرج هاتفه من جيبه ويجري اتصال بابن عمه ليأتي له بقميص نظيف 
يوم وتوالت خلفه الأيام وكانت ذات أثر جيد على بعضهم وعلى البعض الآخر تمر بروتينية وبعضهم في تردد وضيق 
تمكنت ملاذ من أن تحقق نجاحا ساحقا في علاقتهم التي تحسنت كثيرا وتمكنت من إزالة بعض العوائق التي تحول بينها وبين زوجها ورأت جزءا من لطفه وحنانه
الذي كان يخفيهم عنها 
أما حسن فقد قضي أسبوعا كاملا بمفرده في المنزل يستيقظ فيذهب للعمل ويعود ليقضي سبع أيام في روتينية مملة ويعترف أخيرا بينه وبين نفسه أنها تركت بصمتها بمجرد رحيلها عن المنزل ولقد اعتاد عليها برغم من شجارهم اليومي وخلال هذا الأسبوع خلفت فراغ في نفسه خلفها حتى في العمل كانت لا تأتي سوى ساعات قليلة ولا يراها فيهم حيث تحرص على القدوم والذهاب دون إن يراها !! 
بينما كرم فقد كان مشغولا في البحث عن ذلك الوغد الذي حتما سيحاول أذية شفق مجددا ومن جهة أخري مشغولا ببعض التعديلات التي يجريها في منزله استعدادا للانتقال والعيش فيه بعد زواجه أما شفق فقررت وتراجعت أكثر من مرة وبالأخير استمعت لصوت قلبها الذي يرغب في قربه فاعلنت موافقتها النهائية وها هو اليوم موعد زواجهم وسيعقد القرآن بعد
ساعات قليلة بحديقة المنزل وسط حضور عائلته كاملة وستكون حفلة عائلية هادئة دون موسيقية بناءا على رغبتها بسبب ۏفاة أخيها وأمها الذي لم يمر على وفاتهم الشهر ! 
كانت تكمن في غرفتها وتتطلع لمرآتها تمعن النظر في ملامحها وفستان السهرات البسيط الذي قامت رفيف بشرائه خصيصا لها واقنعتها بعد عناء بأنها لا يجب أن ترتدي الأسود في مناسبة كهذه فرضيت أخيرا مغلوبة على أمرها رأت الدموع تنهمر من عيناها في ألم وحړقة امتزجوا بالشوق شوق لأحبائها الذين سرقهم المۏت منها فتركها وحيدة بلا عائلة وبلا سند أو حصن تحتمي به فليس هناك شيء يعوض العائلة وكم تمنت أن يكون أخيها معها وهو من يسلمها بيده لزوجها وترى السعادة في أعين والدتها التي طالما ودت أن تراها بفستان زفاف ابيض ولكن ماذا عساها أن تفعل سوى تذكرهم والاشتياق لهم والحزن على فراقهم الذي يمزقها كل يوم وكل
دقيقة ! 
فتحت رفيف الغرفة ودخلت وحين رأتها في الفستان الحراري وحجابها الذي يأخذ نفس اللون ابتسمت بإعجاب وتمتمت 
إيه القمر ده بس يلا عشان المأذون وصل تحت
جففت دموعها فورا قبل أن تلاحظها وبادلتها الابتسامة العذبة ثم القت نظرة من النافذة على حديقة المنزل لتجدهم جميعا بالأسفل ويتحدثون فيما بينهم وأخيرا وقع نظرها عليه لتراه يأخذ مكانه بجانب المأذون وشارد تماما في اللاشيء أمامه لتتنهد بعمق وترفض عقلها الذي يخبرها في ڠضب حمقاء وبلا كرامة وافقتي على الزواج منه وإنتي تعرفي جيدا أنه لا يحبك وربما أيضا لا يريدك وتستمعي لأوهام قلبك المړيض بأنك ستجعليه يحبك وهذا غير ممكن ! استفاقت من تعنيف عقلها الشديد لها على صوت هدى هذه المرة وهي تطالعها بلطف وحب هاتفة 
يلا ياحبيبتي عشان المأذون مستعجل
التفتت لها فأخذتها من يدها وخرجت لهم ليضرب حسن كتفه بكتف أخيه الشارد حتي ينتبه لهم وبمجرد ما عاد لواقعه ووقعت عيناه عليهم هب واقفا يرسم ابتسامة جميلة على شفتيها يستقبلها بها حتى وصلت وجلست بجواره وبدأت مراسم الڼكاح فورا والتي انتهت بقول المأذون كالمعتاد بارك لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير ثم يبدأ هو في تلقي التنهئات التي كانت بسعادة غامرة من أفراد عائلة باستثناء اشقائه الذين عانقوه وهنئوه في ابتسامات هادئة لعلمهم جيدا بأنه لم يتزوج رغبة منه أو رغبة فيها ولكنه رغم هذا وبداية من هذه اللحظة وقع الوثائق مع نفسه بأنه سيكون رجلا معها كما يجب أن يكون

بعد قضاء ما يقارب الثلاث ساعات وهم مجتمعين يضحكون ويتحدثون في مرح وسعادة لم يتبقى سوى عائلة محمد العمايري وبينما كان طاهر وزوجته وابنه في طريقهم لليسارة حتى يرحلوا استقامت يسر من جانب زوجها وهمت بأن تلحق بهم لتعود معهم فتجد يده تقبض على رسغها وهو يوجه لها نظرات قاټلة في همس 
رايحة فين !
انحت قليلا ناحيته وغمغمت في هدوء مستفز 
راجعة معاهم
اجلسها بجانبه مجددا عنوة وهمس في أذنها بنبرة صوت ملتهبة 
هترجعي معايا البيت كفياكي أوي كدا أنا سبتك أسبوع براحتك ومتكلمتش
القت نظر على الباقية لتجد كل من رفيف وملاذ وشفق منشغلين بالحديث مع بعضهم وكرم وزين يتحدثون مع والدتهم في شيء ما بصوت خاڤت لتعود بنظرها له وتبعد يده عنها ببطء متمتمة في استهزاء 
ده على اساس أنك دايب في دباديبي مثلا ومش قادر تقعد من غيري
ابتسم وقد قرر أن يشعل نيران سخطها
 

تم نسخ الرابط