دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
أنا روحت الكلية النهردا وبعد الكلية روحت ازور سيف الله يرحمه وطلع بيراقبني وبصعوبة قدرت اهرب منه وطلعت اجري ومخدتش بالي من الشارع من كتر خۏفي فعربية خطبتني ووصاحب العربية جابني هنا
ترنحت صديقتها من العصبية واخذت تسير إيابا وذهابا
وهي تقرض أظافرها من الغيظ ثم التفتت لها وهتفت منفعلة
مش هينفع الوضع ده ياشفق الحيوان ده لازم حد يوقفه عند حده حسبي الله ونعم الوكيل في مروة بعدين إنتي مش كرم قالك متطلعيش وحدك وأنه هو اللي هيوديكي الكلية
خرج صوتها خاڤتا وعابسا
هذه الساذجة تجهل خطۏرة الأمر هل هي مستعدة لأن تخسر نفسها للأبد بسبب ذلك الوغد والحقېر ترفض يد العون ومن ثم تبكي
من الخۏف عندما يصبها مكروه يالها من حمقاء ولابد من ارجاعها لصوابها فإن كانت لا تخشي على نفسها فهناك من يبالي بأمرها ! صاحت بها نهلة في اندفاع وعصبية شديدة
اجفلت نظرها أرضا في أسى فهي تدرك جيدا خطۏرة الأمر ولكنها أصبحت لا تبالي بشيء سوى والدتها وأن كانت تحاول حماية نفسها فالأجلها فقط حتى لا تتركها بمفردها ويجب عليها أن تدفع ثمن خطأها وثقتها في من لا يستحق الثقة اشفقت عليها نهلة ولانت نظراتها لتلك المسكينة التي تحمل هموما فوق طاقتها فاقتربت منها وجلست بجوارها ثم امسكت بكفها تملس عليه بلطف هاتفة في حنو
أنا دلوقتي بفكر هقول إيه لماما لما تشوف راسى المربوطة بالشاش دي ورجل اللي بمشي عليها بالعكاز ولا كرم كمان لما يشوفني هيضايق جدا لما يعرف إني طلعت ومقولتلهوش لإنه منبه عليا أكتر من مرة
قررت نهلة أن تتخلي عن انفعالها قليلا وتستخدم المرح لتخرجها من حزنها قليلا فغمزت لها بنظرات دقيقة وهي تردف بخبث
على زعله أوي كدا ليه يعني !
رمقتها شفق بارتباك وتلعثمت فلم تعرف بماذا تجيبها لتخفي عليها حقيقة مشاعرها نحوه التي تنمو يوما بعد يوم فأجابتها يإيجاز ونبرة صوت مرتجفة
هااا لا عادي عشان أنا وعدته إني مش هطلع من غير ما اقوله فأكيد هيضايق
ضحكت على تعلثمها وأكملت ضغطها عليها بالكلام فلن تتركها حتى تعترف بإعجابها به
حاولت إيجاد وسيلة للهرب من حصار صديقتها لها فتصنعت السعال وأخذت تسعل بقوة وتقول بصوت ضعيف
هاتيلي مايه يانهلة معلش
أطلقت الأخرى ضحكة متأججة لكشفها خدعتها الفاشلة التي تحاول خداعها بها ولكنها قررت أن تسير معها لآخر الطريق وترى إلى أين ستصل محاولاتها للفرار منها ! فنهضت ولتجلب لها الماء وبينما هي تمر من جانب النافذة لمحت رجل يقف أمام المستشفي بالأسفل لتتسمر بأرضها وتحدق بها بتشكيك من مظهره الغير مهندم أو الراقي وهتفت دون أن تبعد نظرها عن النافذة
شفق قوليلي كدا هو الراجل ده شكله إيه
استعجبت سؤالها ولكنها أجابت بهدوء
طويل وأقرع واسمر ليه !!!
اقتربت أكثر من النافذة وهي تدقق في ملامحه جيدا بأعين ڼارية ومشټعلة وتكمل اسئلتها في جدية تامة
متعور في وشه
بدأ الخۏف يتسلسل إلى نفس شفق التي حاولت الاعتدال في نومتها ولكنها لم تستطع بسبب قدمها وأجابت على صديقتها بارتيعاد
آه هو قاعد تحت ولا إيه !
التفتت لها بجسدها وقالت باستياء ونبرة تسللها القلق مثلها فقد يلحق بهم الأذي هم الأثنين من هذا الوغد
ايوة قاعد تحت مستنيكي تطلعي أنا مش قولتلك الراجل ده مش هيسيبك في حالك ولازم نشوف حل معاه طلعي تلفونك ياتكلمي كرم ياهكلمه أنا
هتفت مسرعة في ارتباك ورفض قاطع للجوء إليه ومحاولة إيجاد أي حل للهرب والخروج من هذه المستشفى سالمين هي وصديقتها
لا لا عشان خاطري متتصليش بيه يانهلة بصي الشاب اللي خبطتني بعريبته أنا طلعت أعرفه من بدري وهو راح مشوار بسرعة وقالي جاي تاني عشان يطمن عليا ويوصلني البيت فخلينا قاعدين لغاية ما ياجي ويوصلنا البيت
طفح كيلها ولم تعد تحتمل سذاجتها ولا تفهم أهذا بسبب إحراجها منه كما تقول
أم أنها تخشي أن يصيبه مكروه أم تحاول الابتعاد عنه بسبب إعجابها به ولكن ما تفهمه أنها ترتكب خطأ فادح في حق نفسها عندما ترفض الاحتماء به وتركه يساعدها اندفعت نحوها وجذبت هاتفها من يدها قائلة في عزم وإصرار
طالما مش هتكلميه يبقى أنا هكلمه !!
هتفت شفق برجاء متراجعة عن قرارها ورفضها القاطع لمحادثته
خلاص أنا هكلمه بس بشرط لما ياجي مش هتجبيله سيرة عن اللي حصل وأنا هقوله إني روحت الكلية وأنا وجاية في عربية خبطتني بس ومش هقوله اكتر من كدا عشان أنا مش حابة حد يدخل في مشاكل بسببي
ذعنت نهلة لها
فعلى الأقل ستطمئن عليها حين يأتي ويرافقهم هو للمنزل وستتأكد بأن ذلك المترصد لها بالأسفل لن يتمكن من أذيتهم أما هي فأخذت تفتش عن رقمه في قائمة الأسماء وحين وصلت له إخءت تحدق به بتردد تخجل ولا تريد محادثته ولكن ما باليد حيلة فإما هي أو صديقتها التي بالتأكيد ستفشي له بكل شيء إن حدثته حسمت أمرها وضغطت على اتصال ثم
وضعت الهاتف على اذنها تنتظر إجابته حتى أجاب بعد وقت محاولا الابتعاد عن صوت الموسيقي والأزعاج الذي حوله
أيوة ياشفق
ألقت نظرة مترددة على صديقتها حين أجاب ثم عادت تتطلع أمامها وقررت أن تدخل في الموضوع فورا دون مقدمات حتى لا تتلعثم وتخطىء في شيء
كرم تقدر تاجيلي دلوقتي أنا في المستشفى
ابتعد عن حشد المعازيم تماما حتى وقف أمام المصعد الكهربائي مغمغما في هلع عندما ظن بأن والدتها قد اصابها مكروه
مستشفى !! مامتك تعبت ولا إيه !
همست خفوت وتوتر بسيط امتزج بالحياء
لا أنا روحت الكلية وعربية خبطتني أنا وراجعة بس الحمدلله أنا كويسة وكنت محتجاك تاجيلي بس عشان أنا وحدي ومعيش حد غير صحبتي
ضغط على المصعد الكهربائي حتي يستقل به ويصله إلى الطابق الأرضي هاتفا على عجلة واهتمام
طيب أنا جايلك أهو دلوقتي علطول
دقائق من الانتظار كل منهم الخۏف والړعب ينهشهم نهش خشية من إن يتسلل من بابا المستشفى خفية ويأتي لهم فيأذيهم كانت نهلة تقف على النافذة تتابعه بتركيز دون أن تغفل عنه لحظة وشفق على فراشها تقرض في أظافرها بقلق كدليل على فرط توترها واضطرابها الذي سرعان ما انجلي حين التفتت لها نهلة وقالت مبتسمة في سعادة
كرم جه
أصدرت هي تنهيدة حارة بعد أن سكنت نفسها واطمأنت فهي لا تنكر شعورها بالراحة حين يكون معها ترى فيه الأمان التي افتقدته منذ
ۏفاة أخيها وتراه هو في كل تصرفاته باستنثاء خجله الفريد بالطبع طرق الباب نفضها نفضا واعتدلت سريعا في نومتها ورفعت الغطاء إلي أعلى صدرها أما نهلة فاتجهت هي لتفتح له التي استقبلته بابتسامة بشوشة ليبادلها هو إياها مع محاولاته لتجنب النظر إليها دخل وجذب مقعد ثم جلس أمام فراشها وهتف باكتراث لأمرها
إنتي كويسة
اكتفت بإماءة رأسها له وتتحاشي النظر في وجهه استحياءا منه مهيأ نفسها لاستماع توبيخه الرقيق مثله لها وبالفعل جاء صوته به شيء من الانزعاج
ليه طلعتي وحدك ! احنا مش متفقين إنك متطلعيش وحدك لغاية ما اوصل للحيوان ده
خرجه همسها مرتبكا
محبتش اتعبك معايا والله وأنا روحت وكنت هرجع البيت زي الفل لولا العربية االي خبطتني عند الكلية دي
نظر لصديقتها التي تتابعهم غي نظرات متربكة مثلها ومترقبة لما سينتهي به مطاف هذا الحديث
ليعود بنظره لها ويهتف بصوت رجولي خشن
امال ليه لما سألت تحت عند الاستقبال الحاډث حصل فين قالولي عند المقاپر ياريت تقوليلي ياشفق حصل إيه بظبط
نقلت نظرها بينه وبين صديقتها التي تشير لها بعيناها أن تخبره ولكنها أبت وصممت على موقفها حيث هتفت مخترعة كڈبة تحاول الهرب بها منه فما كان كذبها عليه إلا أنه زاده تأكيد بأن حصل شيء وهي لا تريد أخباره وربما يكون لعدم ثقتها فيه أو أنها لا تريد تدخله أكثر من ذلك هذا ما كان يحدث به نفسه
هتفت بتلعثم واضح في اضطراب كلماتها
مقاپر !! لا يمكن هما غلطوا أنا مروحتش أصلا غير الكلية !
هب واقفا وقال بصلابة وضيق من محاولاتها الفاشلة للكذب هل تظنه غبي وأحمق لكي يصدق كل هذا الحمق ! ولكنه لا يتمكن من إجبارها على شيء لا تريده وإن كانت لا ترغب أن يساعدها فلها القرار هو حاول اقصى جهده لكي يحميها ولكنها ترفض وليس له الحق في إعطائها اوامر
طيب ياشفق لما تكوني محتجاني اتصلي بيا وأنا مش هتأخر عليكي يلا عشان اوصلك إنت وصحبتك للبيت أمك قلقت عليكي وخلت جيرانكم اللي قاعدة معاها تكلمني
أطرقت رأسها في خزي وخنق عندما لمست نبرة الڠصب والانزعاج من كذبها عليه لا تعرف بما فكر ولكن حتما انزعج منها بشدة اسرعت نهلة نحوها لتساعدها في الوقوف عندما انصرف هو من الغرفة لينتظرهم بالخارج وتمتمت لها باغتياظ من
غبائها
غبية إنتي مش شيفاني بشاورلك عشان تقوليله عنده حق يضايق الله اعلم فكر ازاي انا الصراحة لو مكانه هقول إنك مش واثقة فيا
رمقت صديقتها بنظرة ضعيفة وعاجزة عندما تفوهت بآخر كلماتها وداهمتها مشاعر الندم لكذبها عليه ولكنها تصنعت التجاهل واستندت عليها حتى لملموا أشيائهم وغادروا معه واستقل هو بالمقعد الأمامي في السيارة وهما في الخلف ثم انطلق بالسيارة يشق بها الطرقات دون أن تنحرف عيناه حتى بالخطأ في المرآة العاكسة عليهم !!
تتابع الجميع من حولها أهلها
متابعة القراءة