دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
مش عايزة حد يتأذي بسببي
تمتم في صوت رخيم
ولو سيف الله يرحمه كان عايش كنتي هتقوليله كدا !! أكيد لا وأنا دلوقتي زيه ومكانه
لما يصر دائما على تذكيرها بأنه يتولى دور أخيها ويراها شقيقة له كلما يقول هكذا تلتهب النيران في قلبها فهي لا تراه أخا ويصعب
عليها أنها لا تنظر له مثلما ينظر هو لها !
وجدت نفسها تهتف بنبرة شبه مرتفعة وقاسېة جدا غير متنبهة لما تتفوه به
أماء بتفهم وقال بخفوت بنظرات طبيعية بعض الشيء
عندك حق !!
القت عليه نظرة أخيرة ثم استقامت واندفعت لخارج المكان تحاول حبس دموعها التي تصرخ بالسقوط بينما هو فتنهد بعبوس وأخرج هاتفه يجري اتصال بالحارس الذي ينتظرهم بالخارج هاتفا بصلابة
وصلها البيت
أجابه منصاعا لأمره ثم انهي معه الاتصال وانتظر خروجها وهو يفتح لها باب السيارة
أنسة شفق لو سمحتي اركبي
توقفت للحظات مولية إياه ظهرها تفكر بالأمر من منظور سلامتها لأجل والدتها المړيضة التي تحتاج لمن يرعاها فوجدت أن من الأفضل أن تستمع لما يقوله وتصعد بالسيارة
مدت يدها لعيناها تمسح الدموع المتجمعة بهم ثم تلتفت له وتعود لتستقر بالمقعد الخلفي ويذهب ليتولي هو مقعده الأمامي وينطلق بالسيارة عائدا بها للمنزل
كانت هي تقف أمام المرآة تلقي علي نفسها
النظرات الأخير وتتأكد من حسن مظهرها ترتدي رداء طويلا وفضفاض من اللون المستطردة ليس به أي نقوش كان ممسوحا تماما إلا لمسات كلاسيكية وبسيطة تميزه وفوقه حجابها من إحدى درجات اللون البنفسجي المناسبة للون بشرتها وقد حرصت هذه المرة على عدم وضع أي مساحيق جمال حتى لا تعصي أوامره حول عدم وضعها لهذه المساحيق خارج المنزل
أيوة يامي
اتاها صوت صديقتها المرح
عاملة إيه ياعروسة مفيش مفر دلوقتي هتحكيلي كل حاجة بالتفصيل حصل إيه إمبارح
غمغمت ملاذ باسمة لحماس صديقتها المقربة
مفيش حاجة حصلت والله يامي هو اخدني لمكتبة خاصة بيه واتكلمنها هناك وبعدين رجعنا
لا مفيش ياحشرية
قالت مي بعبث ومزاح
إيه ده يعني طلع محترم مع الناس ومعاكي !
تذكرت حديثها معه بالصباح فابتسمت على وصف صديقتها له ب المحترم فهذا الماكر يخدع الجميع وهو بداخله يخفي رجل منحرف ينتظر حتى تحين له فرصة الزواج ليخرجه هتفت ملاذ مشاركة صديقتها في المزح
بصي هو عمليا محترم علميا لا
قالت الاخرى ضاحكة بقوة
أممم عارفاه النوع ده بيبقى مايه من تحت تبن بس أنا شايفة إنك اخدتي عليه خلاص وده مؤشر حلو
تنفست الصعداء بشجون وهي تجيبها بخفوت مرير حتى لا يصل صوتها لأحد من أهلها
مش عارفة يامي أحيانا كتير بحس إني غلطت لما وافقت وكملت ومش مطمنة حاسة إن في مصېبة هتحصل بسبب الغلط اللي ارتكبته ده واللي مخليني مضايقة إن زين بني آدم كويس جدا وألف بنت تتمناه يعني باختصار شايفة إنه خسارة فيا وفوق ده كله قلقي من أحمد وتفكيري فيه دايما لإنه ليه فترة طويلة مش بيكلمني زي ما كان بيعمل ويحاول يخليني اسامحه ولا حتى بشوفه وخاېفة يكون مسافر ولما يرجع ويعرف إني اتجوزت ويعملي مشكلة كبيرة
غمغمت مي في عصبية ونقم على هذا الماجن والوغد
مش هيقدر يعمل حاجة خلاص ولو إنتي حابة تكملي في جوازك لازم تطلعيه من قلبك ياملاذ وتحبي جوزك لإن هو ده اللي يستاهلك بجد وحاولي تتقربي منه أكتر صدقيني هتحبيه لإنه باين عليه إنه شخصية جميلة وتستاهل تتحب لكن الحيوان
ده ميستهلش غير الحړق
همت بأن تجيب عليها ولكن سمعت صوت أشارة في هاتفها بأن هناك من يحاول الاتصال بها فتهتف على عجالة
طيب يامي هكلمك بعدين عشان هو بيتصل دلوقتي
أنهت الاتصال مع صديقتها وأجابت عليه بهدوء وهي تتجه نحو شرفتها لتنظر منها وتتأكد من قدومه
أيوة يازين إنت وصلت
أيوة وصلت أنا مستنيكي تحت بالعربية إنتي خلصتي ولا لسا
قالها في نبرة صوت ساحرة لتجيبه هي بإيجاب
أيوة خلصت هلبس الشوز وأنزل
أسرعت وارتدت حذائها ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة
وسحبت حقيبتها الصغيرة وهاتفها وانصرفت مودعة والدتها الكامنة في غرفتها بصوتها المرتفع حتي يصل لمسامعها تخبرها بأنه أتي وهي ستغادر فتجد الرد من أمها لطيفا موصية إياها كأي أم أن تنتبه لنفسها ثم ترحل وتصعد بمصعد البناية الخاصة بهم وبعد لحظات تجد نفسها أمام الطابق الأرضي فتخرج وتقود خطواتها للخارج حتى وصلت لسيارته وفتحت باب المقعد المجاور له وتنحني بجزعة لتركب بجانبه وترسل له ابتسامة رقيقة فتقابل منه ابتسامة عريضة وأول شيء يهتف به في مغازلة صريحة بها
ماشاء الله إيه القمر ده بس
!
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأخفضت نظرها هامسة في استحياء
شكرا
اتاها صوته الرجولي حازم والممتزج بابتسامته التي لطفت الجو
شوفتي شكلك أحلى بكتير إزاي من غير الروج والمكياج !
ضحكت بخفة وقررت أن تتصرف معه على طبيعتها وعفويتها مع القليل من التحفظ في كلامها بالطبع فإن كانت لا تتمكن حتى الآن من الوقوع في حبه ربما يكون تصرفها معه بتلقائية كأنه أنه صديق لها ينجح في جعلها تحبه
أنا
أساسا مش بحط مكياج وإمبارح ماما اللي يسامحها هي اللي غصبت عليا أحط والنتيجة إنها جابتلي الكلام وأخدت كلمتين حلوين منك إمبارح فأطمن كانت أول مرة وآخر مرة مش لازم تفكرني كل شوية بقى
كانت تتحدث بعفوية واضحة أحس بها مما أسعده أنها بدأت تتأقلم معه ونبرتها المرحة وطريقتها وهي تتحدث جعلته يطلق ضحكة رجولية مرتفعة نسيبا هاتفا في حدة مزيفة
عارفة لو كنتي منقبة كنت أنا بنفسي اللي هقولك حطي لإن محدش هيشوفك غيري
عندما تحدث عن النقاب ابتسمت تلقائيا فهي كانت تود ارتدائه منذ زمن وحين عرضت الفكرة على خطيبها السابق لم يوافق وبالطبع كيف يوافق وهذا التقاب كان سيمنعه من رؤيتها ونظرا لأنه كان لا يود الزواج من البداية وكان مستعدا لخيانتها ويعلم أنه لن يستمر معها فكان يريد التمتع من رؤيتها ومحادثتها بحرية وهي كانت ساذجة وسمحت له بهذه المسافة وأن يتخطى الحدود والعرف والدين
هتفت في حماس حقيقي وأعين تلمع بسعادة
زين إنت عاوزني البس نقاب !
نظر لها مستعجبا سؤالها المفاجيء وطريقتها الحماسية ولكنه أجاب ببساطة وابتسامة دافئة
النقاب فيه قولان لأهل العلم واختلفوا بين وجوبه وجوازه والعلماء اللي قالوا بجواز كشف الوجه هما هما اللي قالوا بوجوب تغطيته في زمن الفتن ومفيش شك في إن احنا في زمن الفتن دلوقتي دي أول حاجة وثاني حاجة إن الوجه محل الأثارة حتى للزوج من زوجته في فراش الزوجية فأنا أكيد هفضل إن مراتي تكون لابسة نقاب وخصوصا لو كانت في جمالك كدا لإن دي الفتنة بعينها حتى لو مش بتحطي مكياج وأنا مقدرش أقول على النقاب فرض لإن العلماء ذات نفسهم
اختلفوا فعشان كدا لو إنتي مش حابة تلبيسه أنا مقدرش أجبرك عليه لكن اللي أقدر أجبرك عليه هو اللبس المحتشم والحجاب الشرعي بمعني إنه ميكونش واصف أو لازق أو شفاف يعني بيبقى واسع وبيغطي منطقة الصدر كلها وإنك متطلعيش من بيتك متزينة ومتعطرة وتطلعي بهدوم فضفاضة ومتظهرش محاسن ومنحنيات جسدك فهمتيني
أماءت له بالإيجاب وهتفت وهي مازالت تحتلها السعادة وتسأله بتأكد
يعني إنت مش هتمانع لو لبسته
قال بابتسامة مستنكرا سؤالها
بعد ده كله ولسا بتسألي همانع ولا لا !! بس إنتي ناوية تلبيسه بجد يعني
تشدقت باسمة في خفة
أنا من زمان نفسي البسه بس مكنتش متشجعة أو لاقية اللي يشجعني الصراحة وإنت دلوقني شجعتني فأنا هصبر شوية لغاية ما أكون متأكدة من القرار ده علشان لما البسه إن شاء الله مقلعهوش تاني وربنا يثبتني
أوقف السيارة جانبا ثم نظر لها وغمغم بحنو
يلا وصلنا
إيه ده بسرعة كدا !!
هتف مشاكسا إياها ومازحا
هتحسي بالطريق ازاي وإنتي
ترجل من السيارة ثم التف ناحيته فتنزل هي بدورها وتسير معه ناحية اليخت النيلي الصغير وتقول عابسة
على فكرة أنا بخاف من الميا بليل
وهو أنا بقولك انزلي عومي احنا هنركب يخت
سارت معه حتى وصل أمامه وصعد هو إليه ولحقت به ثم تطلعت حولها في الماء وسمعته ينادي عليها من الداخل فدخلت له وجلست على الأريكة الجليدية والبنية اللون المتلصقة في أساس اليخت نفسه ثم أحست به بدأ يتحرك في الماء فنظرت من الزجاج تتابع الماء ومنظرها الليلي المريب حتى
وجدته يجلس بجوارها ويمد يده إليه بمشروب دافئ نظرا لأنهم في الشتاء فأخذته من بيده بابتسامة ممتنة ثم قال هو يفتح حوارا للحديث
هااا قوليلي بقى پتخافي من الميا ليه
تردد قليلا ولكنها قالت بإحراج
هقولك بس متضحكش
تمام قولي !
غمغمت في خفوت
بسبب الأفلام الأجنبي عشان أنا من صغري بحب أتفرج الأجنبي وخصوصا الأفلام اللي بتبقى في الميا وفيها سمك قرش والتماسيح وسمك البيرانا فعملتلي عقدة من الميا وبقيت بخاف ما أنزلها
أطلق ضحكة متأججة بعفوية على طفوليتها لتزم هي شفتيها وتقول بتذمر وعبس
قولتلك متضحكش
كتم ضحكته وقال معتذرا وهو يحاول منع نفسه من الضحك
مجددا
حاضر بس احنا في النيل وإيه اللي هيجيب سمك القرش والبيرانا للنيل
عادت لطبيعتها وغمغمت ببساطة
عارفة بس أنا عموما بخاف من البحر ولما بنزل بيكون أخري رجلي بس وعلى الشط كمان وبليل لو قطعتوا إيدي مستحيل أحط صباع واحد في الميا وأصلا منظرها
بليل بيخوفني معرفش ليه بس بحس برهبة من الميا وبليل بذات صحيح إنت
متابعة القراءة