لهيب الروح بقلم هدير دودو

موقع أيام نيوز


اللي بتبعته أنا رديت دلوقتي بس عشان حاسة أنك قلقان 
لم ينزعج من حديثها واحترامها لحديث شقيقها بل ابتسم بسعادة لأجلها متفهما جميع ما تفوهت به للتو يشعر بصحة اختياره مردفا بتعقل وجدية
ماشي يا سما وأكيد طبعا لازم تسمعي كلامه اقفلي دلوقتي وأنا هحاول متصلش وهستناكي في الجامعة قريب عشان مفيش محاضرات تفوتك 

همهمت تجيبه بهدوء مبتسمة
ماشي ياخالد هقفل أنا دلوقتي 
أغلقت معه شاعرة بسعادة كانت تحتاج لحديثه الهادئ معها الذي يسعد قلبها كان يحثها على قرارها في عدم التحدث معه إذا كان شخص آخر غيره كان ثار عليها واعترض عدة مرات لكنه تفهم كل ذلك وفي النهاية أخبرها أنه ينتظرها بلوعة واشتياق متلهفا لرؤيتها قلبها يتراقص بداخلها بسعادة كانت تفتقدها غير واعية لتلك السامة مديحة التي استمعت إلى حديثها وعلمت كل شئ بمكر مقررة أن تنتهزه لمصلحتها 
بعد مرور يومين
قام جواد بالإتصال على والدته للإطمئنان عليها سرعان من ردت عليه متسائلة بلهفة وحنان كعادتها مع ابناءها
الو ياحبيبي عامل إيه طمني عليك وعلى مراتك
أجابها بنبرة فرحة سعيدة تعكس مدى سعادته المتواجدة بداخلها ومن اهتمامها به دوما
أنا كويس وكويس أوي يا امي مټخافيش ومبسوط كمان ورنيم كويسة أنا قولت اتطمن عليكي انتي عاملة ايه وسما كمان
شعرت بمدى سعادته من نبرة صوته الفرح بتحقيق مايريده من سنوات لاحظت اختفاء الحزن المتواجد دوما من نبرته كانت سعيدة هي الأخرى لسعادة ابنها الذي حصل عليها بعد عناء وطمأنته عليها بهدوء
كلنا كويسين ياحبيبي ركز أنت في أجازتك وابقى سلملي على رنيم 
أنهت حديثها معه شاعرة بارتياح لإطمئنانها عليه وعلى سعادته داعية ربها أن تدوم عليه مع زوجته تحت أنظار فاروق المعترضة لسعادتها بتلك الزيجة الشبيهة بالکاړثة الكبيرة بالنسبة له لكنها لم تبالي ينظراته ورأيه ولازالت حزينة منزعجة من طريقته معها ومع ابنه 
بعد مرور أسبوع
كان اليوم عودة جواد بصحبة رنيم إلى المنزل حاولت جليلة إعداد كل شئ بسعادة اقتربت سما منها متمتمة بمرح
كل دة عشان جواد ماشي ياست ماما أنا لما اتجوز لو معملتليش كدة هزعل منك جامد 
احتضنتها بحنان هادئ مجيبة إياها به أيضا
وأعملك أحلى من كده كمان ربنا يسعدك أنتي وجواد ويرزقه بالذرية الصالحة أفرح بعياله كدة ويملوا حواليا البيت 
قبل أن تجيبها سما بسعادة هي الآخرى تطلعت مديحة نحو أروى بمكر علمته تلك جيدا وألقت مديحة حديثها الصاډم للجميع مقررة إفساد سعادة جليلة پحقد
والله يا جليلة كان نفسي حلمك أنك تشوفي عياله يتحقق بس للأسف بقى عمره ما هيحصل 
طالعتها جليلة بحزن متمتمة باعتراض كما طالعها فاروق هو الآخر بدهشة من حديثها الذي ثار فضوله
ليه بتقولي كده بعد الشړ إن شاء الله أفرح بيهم وربنا يسعده ويسعدنا كلنا 
طالعتها پشماتة بعدما تأكدت من عدم معرفتها لذلك الأمر الهام وأجابتها بخبث والشړ يلتمع داخل عينيها
هو أنا أكيد يا أختي مش هقف قدام سعادته ده زي ابني بس هتحصل إزاي ورنيم مبتخلفش 
طالعها كل من فاروق وجليلة بذهول من تلك الصدمة التي حلت عليهما فه فاروق واقفا بذهول متعجبا من حديثها الذي لم يعلمه من قبل وتمتمت جليلة متسائلة بعدم تصديق
ا إيه أنتي بتقولي ايه يا مديحة
تفاجأت مديحة هي الأخرى من عدم معرفة فاروق لشيء هكذا ونظراته المتسائلة پصدمة هو الآخر فأسرعت تؤكد حديثها ببرود وشماتة مبتسمة بمكر عالمة أنه سيقلب المنزل رأسا على عقب بعد علمها
پصدمة فاروق هو الآخر
ايه بقول الحقيقة أن رنيم عقيمة وعمرها ما هتخلف أبدا مهما قعدت طول حياتها 
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
كان حديث مديحة كالشرارة المنطلقة التي أخفت سعادة الجميع وجعلت الأمر في المنزل ينقلب رأسا على عقب پصدمة هدر فاروق بجليلة الواقفة تحت تأثير الصدمة
اتصلي بيه حالا شوفيه هو فين لازم يطلق البت دي
اسرعت مأومأة برأسها أماما بضعف وسالت الدموع فوق وجنتيها بعدم تصديق خفوت
ح حاضر يافاروق حاضر خلاص اهدي أنت بس ولما يجوا هنتكلم معاه هو ورنيم ونشوف الكلام دة 
رمقها بنظرات حادة أخرستها تماما فأسرعت تنفذ ما يريده وقامت بالأتصال على
جواد بقلق وحزن كانت تتمنى حياة افضل لابنها لكن من الواضح أن نصيبه في السعادة قليل وبضراوة لا تعلم ماذا سيحدث له عندما يعلم وإصرار فاروق على الأنفصال لكن كانت محاولاتها بلا جدوى فجواد لم يرد عليها حاولت تكرار فعلتها عدة مرات لعلها تصل إلى شئ معه لكنها فشلت 
تطلع فاروق نحو مديحة مقتربا منها ووقف معها في مكان بعيد عن الأنظار قليلا صائحا بها پعنف غاضب
انتي ازاي متعرفنيش حاجة زي كدة يا مديحة 
تابع حديثه بغرور غاضب
بقى مرات جواد الهواري تطلع مبتخلفش دة ابني الوحيد 
طالعته بعدم رضا من حديثه واجابته بحدة هي الأخرى
انت قصدك ايه بكلامك دة يافاروق وايه مرات جواد اللي قولتها دي هي فترة مؤقته وهيطلقها ويتجوز بنتي 
همهم يرد عليها بحدة مشددة وعاد مرة أخرى إلى جليلة متسائلا بصرامة
إيه هو فين دلوقتي قالك ايه لما كلمتيه
اجابته بتوتر محاولة اخفاءه لتجعله يهدأ
هو مش بيرد بس خلاص قرب يوصل اكيد متقلقش 
غمغم بتهكم ساخرا ولم يعجبه حديثها
إيه خلاص مبقاش يرد عليكي عشانها ولسة مش جوزتيهاله هتشوفي اكتر من كدة 
تنهدت بضيق من حديثه الذي بلا فائدة وأجابته بهدوء مدافعة عن ابنها
مش كدة يا فاروق جواد ابنك مش كدة هو بس تلاقيه داخل علينا اهدى واستني أنت بس 
رمقها بنظرات حادة معلنة رفضه وغضبه من كل مايحدث 
في نفس الوقت 
كانت رنيم جالسة في السيارة بجانب جواد في صمت عقلها شارد في ذكرى حدثث معها عن قريب تقف في حياتها معه كالخڼجر كانت تود أن تقص عليه كا ما مر عليها من دونه لكنها خائڤة نعم خائڤة من نتيجة فعلتها أغمضت عينيها بضعف مستسلمة لتلك الذكري التي تقف لها كالشوك في جميع أحلامها
أخبرتها احدي الخادمات أن فاروق يريد التحدث معها سارت معه پخوف وړعب يملأ قلبها خطوات متعثرة بطيئة لا تود رؤيته عالمة بمدى قوته وصرامته التي تخشاها لكنها لم تستطع الأعتراض ولجت غرفة المكتب الخاص به بتوتر شديد شاعرة أن قلبها سيتوقف داخلها وتمتمت بخفوت
ا ايوة يا فاروق بيه ح حضرتك عاوزني 
ظل للحظات مثبت عينيه نحوها بنظرات حادة اخترقت جسدها وجعلت خۏفها يزداد وجدته ينهض بخطوات قوية مقتربا منها ونظراته لازالت نحوها تفاجأت به وهو يدور حولها بطريقة أرعبتها شاعرة أنها محاصرة فابتلعت ريقها پخوف وقلق وتمتمت بضعف
ف في حاجة يا فاروق بيه
وقف أمامها بحدة مغمغما بلهجة حازمة مشددا فوق كل حرف يتفوهه
عملتي اللي عاوزاه وخلتيه عاوز يتجوزك 
علمت على الفور أنه يقصد جواد بحديثه فحركت رأسها نافية لما يردفه وتمتمت بتوتر متلعثمة تحاول الدفاع عن ذاتها أمامه
ل لأ لأ والله مش كدة ه هو حتى اللي طلب يتجوزني وكان مصمم أنا معملتش حاجة 
رمقها بمكر متمتما بحدة ونبرة قاسېة
شعرت أن حديثه قاس بضراوة عليها لا تعلم لماذا يعاملها هكذا طالعته بحزن والدموع اجتمعت داخل مقلتيها پقهر ثم تمتمت بكبرياء
ب بس انا مش للتسلية 
ضحك بصخب يطالعها باستهزاء لحديثها الساخر بالنسبة له مردفا ببرود
انتي عارفة كويس اوي اتجوزتي عصام ليه اللي اشتراكي بفلوسه انتي واهلك الجعانين 
طالعته بتحدي وڠضب مقررة عدم الصمت لحديثه المهين لها
بس جواد غير عصام وحضرتك عارف كدة يا فاروق بيه بالنسبة لجواد هبقى مراته بجد 
شعر بالڠضب من حديثها الذي يعلم صحته وهذا شئ لن يقبل به مهما حدث كيف لجواد الهواري ان يتزوج من فتاة مثلها! هو وافق على زواجها من عصام لأنه متأكد من صمتها لما سيفعله بها حتى يحافظ على سمعة عائلة الهواري هي بالنسبة له دمية حصل عليها مقابل المال لم يرى أن لها أي قيمة أمامه لذا قام بالضغط بقوة فوق ذراعها مسببا لها ألم نتيجة ردها عليه متمتما بحدة صارمة
بقولك إيه يابت أنتي مش عاوز اسمع صوتك أنتي هتتجرأي وتردي عليا 
تألمت بين يديه بضعف متمتمة بخفوت وحزن يملأها لأهانتها الدائمة من تلك العائلة القاسېة
ط طيب خ خلاص يا فاروق بيه بس دراعي بتوجعني 
تركها رامقا اياها بازدراء ونظرات محتقرة مغمغما بقسۏة حادة تشبهه ووعيد ليجعلها تخاف وتنفذ ما يقوله ويريده
بصي يابت انتي واسمعي كلامي كويس اوي لو جواد عرف حاجة واحدة عن اللي كان بيحصلك اعتبريها نهايتك ونهايته هضره في شغله وجامد وانتي عارفة هو
بيحب شغله ازاي لو مستغنية عنك وعنه ابقي افتحي بوقك بكلمة واحدة من اللي حصلت معاكي مع عصام 
طالعته بأعين متسعة بذهول من هول الصدمة من حديثه القاسې إلى هذا الحد عن جواد وتمتمت بعدم تصديق
ب بس دة ابنك انت مستحيل تأذيه 
ضحك ببرود على حديثها الأحمق مردفا بلهجة حازمة ساخرا منها
يبقى متعرفيش مين هو فاروق الهواري ويقدر يعمل إيه سامعة كلامي كويس 
همهمت
تجيبه بخفوت وخوف حمقاء هي ظنت أنه يهتم لأمر ابنه فلو كان يهتم كان ساعده منذ البداية وزوجها له لأجل سعادته لكنه هو لا يفعل شئ في حياته سوى لمصلحة فاروق الهواري فقط 
فاقت من شرودها مع ذاتها من تلك الذكري المتسببة في صمتها إلى الآن على صوت جواد الهادئ
إيه ياحبيبتي وصلنا بتفكري في إيه جامد كدة 
التقطت أنفاسها بصعداء لتبتسم أمامه بهدوء وتمتمت تجيبه بابتسامة رائعة يعشقها
ولا حاجة كنت سرحانة يلا ننزل خلاص 
حاولت الإبتعاد عنه بتوتر متمتمة بخفوت متطلعة بعينيها أرضا بخجل يصيبها من اقترابه في كل مرة
ج جواد مينفعش كدة ممكن حد يشوفنا يلا ننزل خلاص 
قبل أن يمنعها كانت هي الأسرع وترجلت من السيارة مسرعة فضحك على فعلتها ونزل هو الآخر مقتربا منها قائلا لأحد الحراس بجدية
نزلوا الشنط من العربية وابقوا دخلوها على جوة 
همهم يرد عليه باحترام متمتما بمرح
همس داخل أذنيها ببعض الكلمات التي جعلتها تخجل بشدة متمتمة بتلعثم وعدم انتظام من وجهه الآخر التي لم تراه من قبل كانت دوما تراه جاد صارم في بعض الأحيان لكنها الآن تجد شخص آخر أمامها شخص يؤكد في أفعاله قبل حديثه أنه يهواها حقا
ا اوعى كدة ي ياجواد كدة عيب مينفعش 
اعتلت ضحكاته
بضراوة ما أن استمع إلى حديثها متمتما بسعادة من قلبه
دة جواد اصلا ميعرفش غير العيب نطلع بس واوريهولك 
لم تستطع منع ضحكاتها فاڼفجرت ضاحكة بسعادة وفرحة تدخل لقلبها على يده
لكنها سرعان ما أبتلعت ضحكتها پخوف مبتعدة عنه عندما رأت جميع العائلة تتطلع نحوهم بأعين حادة غاضبة من الواضح أن هناك شئ يحدث لم تعلمه 
تمسكت بذراع جواد تحتمي به پخوف يملأ قلبها وعادت بعض الخطوات إلى الخلف لتقف خلفه مباشرة فربت فوق يدها بحنان وثقة ليطمئنها وغمغم متسائلا بجدية تامة
في حاجة ولا إيه
كادت جليلة تتحدث وتخبره عما يحدث
 

تم نسخ الرابط