لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
في ذلك الوقت
ا ايه يا جواد في حاجة
ابتسم لخجلها وتوترها الظاهر عليها مردفا بمرح حتى يجعلها تهدأ
إيه جاي اشوف عروستي فيها حاجة دي
حركت رأسها نافية بهدوء وتمتمت مجيبة إياها بخجل ونبرة خاڤتة
ل مختلف معه وكأنها دلفت إلى عالم آخر اهتمامه بها وبسعادتها أمر غير مألوف عليها ولم تعتاد على فعله هي في الحقيقة لم تعتاد على السعادة اومأت برأسها أماما
لم يتحدث معها كثيرا بل تركها حتى تبدأ في إعداد ذاتها لحفل الزفاف بمساعدة بعض خبراء المصففين والتجميل الذين بدأوا بمساعدتها في كل شئ بدقة ومهارة تامة
وقفت تتطلع تحو ذاتها بأعين مندهشة ترى جمالها البارز الخلاب التي لأول مرة تلاحظه ثوبها الأبيض الهادئ ليتناسب مع هيئتها المزين ببعض الماسات المحكم من الخصر ليبرز قوامها الممشوق دارت حول ذاتها بإعجاب وعدم تصديق كما أنها في حلم جميل لاتريد نهايته هل حقا هي الآن عروس! تشعر أن كل ذلك جديد عليها شاعرة بالحماس الشديد لرؤية رد فعله عندما يراها
كان دوما يتخيل هيئتها في ذلك اليوم المنتظر لكنها الآن تخطت جميع أفكاره هي أروع وأجمل مما تخيل كثيرا جميلة حد الفتنة فتنتنه بجمالها الذي خطڤ أنفاسه يود أن يأخذها بعيدا عن أعين الجميع ويضعها داخل قلبه قلبه المتلهف إليها وقد نفذ صبره تماما
زي القمر بجد أحلى واحدة في الدنيا كلها
ابتسمت بخجل متطلعة أرضا وهمهمت تجيبه متلعثمة
ش شكرا أنت كمان شكلك حلو أوي
رفع وجهها إلى أعلى ليستطع النظر داخل عينيها اللامعتان بسعادة متمنية دوامها ودوام حياتها معه
وجدت والدها يتحدث معها بهدوء وخجل من تركه لها
لم تستطع أن ترد عليه بل تمسكت بذراع جواد بقوة وخوف وأشاحت بصرها مبتعدة عنهم لم تريد رؤية أي شخص منهم ففهم جواد شعورها لذا رد هو على والدها بجدية شديدة
الله يبارك في حضرتك
ابتعدوا عنها مرة أخرى بحزن ابنتهم هي تلك المرة التي لاتريد وجودهم حولها لكن مهلا هل الآن فقط تذكروا ابنتهم! لكن من قبل ماذا فعلوا تركوها وساعدوا عصام في عودتها لسجنه مرة أخرى يفعل بها مايريد! لا لن تحتاجهم تلك المرة من ذلك اليوم هي مقررة عدم احتياجها إليهم مهما حدث لها
بادلته بسعادة
شاعرة أنها عادت تحلق عاليا مرفرفة بأحلامها وابتسامتها السعيدة
بعد إنتهاء حفل الزفاف دلف بها إلى الجناح الخاص الذي يوجد في أكبر فندق في البلد بأكملها ابتسمت بسعادة ما أن دلفت معه وأغلق الباب استدارت نحوه بثوبها الأبيض السعيدة به شاعرة أنها كالملكة المتوجة على عرش قلبه حقا لم تنكر خجلها وخۏفها مما سيحدث اليوم لكنها قررت أن تنسى كل شئ وتتذكر شئ واحد فقط هو حبهما وعشقه الشديد لها ستعطيه قلبها قبل روحها واثقة تماما أنه سيحافظ عليها
وجدته يقترب منها بسعادة محتضنها مرة أخرى وقبل أن تبدي سعادتها وخجلها مما يحدث
حاولت الإبتعاد عنه بخجل ألا أنه كان محكم من قبضته يقربها منه أكثر فقد جاء اليوم المنتظر الذي كان يريده منذ زمن هي الآن بين يديه وزوجته هو حقا لا يصدق إلى الآن
اردف بصوت أجش يملؤه اللوعة من الإنتظار الذي طال
كنتي زي القمر اوي انهاردة
ابتسمت بخجل وتوتر لا تجد صوتها لترد عليها محاولة ألا تظل صامتة هكذا وأخيرا تمتمت بخفوت شديد
ش شكرا ياجواد شكرا
ضحك بصخب لجميع مشاعرها وهيئتها الخجلة المتوترة بضربات قلبها المرتفعة بضراوة مردفا بمرح
لأ هو من بعد كدة شكرا دي مش عاوز اسمعها هنبدلها بحاجة أجمد
طالعته بعينين متسائلة بعدم فهم لكن قبل أن تردف بأي شئ وجدته يجيبها هو فاعلا مايريده يشرح لها مقصد حديثه احتضنها ينعم من اقترابها
بعد أن انتهى من فعلته أعادها الى واقعها بقسۏة ضارية حيث باغتها بدفعه لها إلى الخلف بقوة ألمتها وكأنه قد تحول معها تماما كأنه شخص آخر تسائلت
بعدم فهم
في إيه ياجواد مالك
أجابها بقسۏة والشرر يتطاير من عينيه پغضب
ايه أنتي! أنتي صدقتي نفسك ولا إيه ماتفوقي انتي فاكرة أني متجوزك عشان جمالك ولا عشان بحبك
انكمشت فوق ذاتها پخوف جاذبة وتمتمت متسائلة مجددا ولازال عقلها لم يستوعب حديثه
ي يعني إيه أمال أنت متجوزني ليه ياجواد
صحح لها حديثها بحدة أخافتها أكثر لأول مرة تراه معها هكذا
أنا الظابط جواد باشا الهواري بالنسبة لواحدة زيك وعمري ما هحب واحدة زيك أنا بس كنت بجربك مش أكتر
حركت رأسها نافية بعدم تصديق وبدأت دموعها تسيل پقهر لحديثه الغير متوقع الذي كان كالخڼجر في قلبها متمتمة بخفوت وضعف
ا ازاي لأ أنت بتحبني بجد أنا عارفة أنك بتحبني والله انت بس عاوز تضحك عليا
انا هحب واحدة زيك طب ازاي انا بس بنتقم منك عشان ابن عمي اللي ماټ بسببك لكن أحبك ازاي! دة مستحيل بس قولت مفيش مانع أجربك الأول ياعروسة قبل ما ابدأ اڼتقامي
طالعته بذهول متعجبة لما يتفوه مغمغمة بعدم فهم ودهشة
ا ازاي أنا معملتش حاجة أنت حتى اللي اثبت أن أنا بريئة
اومأ برأسه اماما وأجابها بقسۏة جعلتها تتمنى المۏت
اه مقتلتييهوش بس انتي السبب في مۏته أنا خرجتك وعملت كل دة عشان اعرف انتقم أنا منك هخليكي تتمنى المۏت امال انتي فاكرة هما وافقوا اتجوزك ليه فاروق بيه موافقش غير لما عرف اللي ناوي اعمله فيكي
صمت لوهلة وتابع حديثه مجددا ببرود وعينيه ملتمعة بالقسۏة والتوعد لما سيحدث لها على يديه
استعدي بقى لاڼتقامي وچحيمي عشان مش هرحمك
صعقها بحديثه الغير متوقع كيف له أن يفعل بها شئ مثل هذا تحول تماما مائة وثمانون درجة من يراه الآن لا يصدق أنه نفس الشخص التي كانت بين أحضانه ترفرف بسعادة لقد انتقم منها باپشع الطرق كيف أن يوهمها بحبه ويجعلها تشعر أنها ستعيش سعيدة كيف له أن يفعل ذلك بها! هل يظن أنها بلا قلب ليفعل بها شئ هكذا! فهو حقا قد دمر قلبها وحطمه تماما بفعلته القاسېة المنزوعة من الرحمة
هي من اخطأت أنها أمنت له ونست أهم شئ أنه فرد من عائلة الهواري القاسېة أن لم يكن أقساهم عليها قام بخداعها وجعلها تعترف بحبه وفي النهاية قد فعل ذلك سبيلا للإنتقام منها فقط فماذا عن بقية إنتقامه! وما الذي سينتظرها على يده!
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
كانت تلتقط أنفاسها بصعوبة بالغة وكأنها تعافر مع ذاتها لإلتقاط أنفاسها والعرق يتصبب من جبينها بملامح وجه مړتعب يملأ الخۏف قلبها شعر جواد بالقلق من هيئتها
عالما أنها في حلم مزعج أسرع يهزها برفق حتى تستيقظ ناهية ذلك الحلم الذي يجعلها في تلك الحالة المجهدة متمتما بهدوء
رنيم رنيم قومي ياحبيبتي
فتحت عينيها پصدمة غير مصدقة أن التي كانت تعيشه هو كابوس مزعج نتيجة حياتها المرعبة التي لازالت أشباحها تلاحقها في أحلامها أقل نتيجة لما كانت تتعرض له بدأت الدموع تسيل من عينيها بضعف من تلك الأحداث التي تعيشها ابتعدت عنه بضعف مكررة حديثها بخفوت من بين دموعها
ا أبعد عني أبعد عني
لم يفهم ما بها وما الذي حدث لها! أسرع مقتربا منها مجددا مردفا بحنان
طب في إيه يارنيم مالك ياحبيبتي اهدي براحة
أسرع محتضن إياها بحنان ليجعلها تهدأ قليلا محضرا لها كوب من الماء
خدي بس واهدي براحة
استكانت بهدوء مرتشفة من الكوب قليلا من المياة متمتمة بضعف شاعرة بالخۏف يعتصر قلبها بقوة
خ خلاص يا جواد بقيت كويسة
ظل محتضنها كما هو بحنان لا يعلم مابها وما الذي رأته في منامها لكنه يعلم جيدا أنها تحتاجه الآن بجانبها
سندت رأسها بضعف لعدة لحظات متمتمة بخجل بعدما هدأت داخل الدافئ
خ خلاص يا جواد أ انا بقيت كويسة
هي كاذبة نعم تكذب هي ليست بخير رغم علمها أن ذلك كابوس بشع رأته في منامها لكنها ليست بخير هي عالمة أن سعادتها معه لن تدوم فهل حقا من الممكن أن يفعل بها شئ هكذا! لما لا هو كان مستعد على فعل أي شئ لأجل عودة حق ابن عمه!! حاولت أن تنفض تلك الأفكار السيئة المسيطرة على عقلها مذكرة ذاتها أن من أمامها هو جواد جواد الذي ساعدها وأثبت براءتها الذي رضي بكل ما بها حزنها وۏجعها قبل سعادتها وفرحها دموعها قبل ابتسامتها
لكنها لازالت ترتعش پخوف يقبض فوق قلبها كاد أن يوقف نبضاته لا تعلم لمتى ستظل تشعر بالخۏف والحزن هكذ نعم لمتى! لمتى سيظل قلبها ينبض پخوف وتنهى سعادتها! تود الإطمئنان من وجوده نحوها وحنانه عليها لكنها خائڤة تذكرت جميع ذكريات زواجها الماضي من ذلك المختل!
انتشلها من بين أفكارها التي ستصيبها بالجنون مشددا من ضمھ لها محاولا إنهاء حالة الړعب البادية فوق وجهها فغمغم بهدوء
كويسة ايه كده كويسة اومال لو مش كويسة هتبقي إزاي هو أنتي حلمتي بإيه ولا في إيه مالك أنتي كنتي كويسة
لم تجيب على سؤاله بل ردت عليه بسؤال آخر
يطرح داخل عقلها يضراوة تود معرفة إجابته
ج جواد هو أنت ممكن تأذيني في يوم عشان عملت أي حاجة مش عجباك
حمقاء هي كيف يمكنه أذيتها وهي روحه! روحه بأكملها بين يديها تفعل
بها ما تشاء يهواها ولم يهوى سواها في تلك الدنيا التي رأى بها العديد أجابها بنبرة عاشقة خرجت تطمئن قلبها
قولي كلام غير دة أذى ايه بس ده
أنا عيونك دول موديني في حتة تانية والله اللي يشوفني معاكي ميشوفنيش وأنا بشتغل جواد معاكي حاجة تانية بيحبك وبس
عاد سؤاله عليها مرة أخرى عندما رآها ابتسمت بعد حديثه الحاني الذي وصل إلى قلبها ليجعله يهدأ ويطمئن لما سيعيشه الفترة القادمة
مالك بقى ايه اللي حصل عشان خلاكي تقلبي كده جامد شوفتي حلم
متابعة القراءة