لهيب الروح بقلم هدير دودو
المحتويات
لم تعلمها من قبل لا تعلم أين أصبحت لكنها وجدته أوقف السيارة في مكان خالي يوجد به منزل متدهور حالته مكون من طابق واحد وحوله بعض المنازل لكنها قليلة وكأن المكان معزول تماما شعرت بقلبها سيتوقف قبل أن تترجل من السيارة خاصة بعدما رأت نظراته المرعبة لها متمتما لها بحدة مرعبة أخافتها
يلا انزلي
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
عاد جواد المنزل بعد تأكده من شقيقته بوجود والده كان في حالة يرثى لها عروقه بارزة جسده متشنج والڠضب يبدو بوضوح عليه وقف أمام والده هادرا بعصبية تفوق وصفها وڠضب عارم يعميه
من حقي أفهم بقى إيه اللي عملته امبارح
دة
تجاهله تماما مفضلا عدم الرد عليه وجه بصره نحو زوجته قائلا لها ببرود وهدوء أعصاب يستفز من أمامه به
طالعته بعدم رضا من طريقته مع ابنه تطلعت نحو جواد مردفة بهدوء وتوتر
ا اهدي بس يا جواد يا حبيبي اقعد براحة كدة واتكلم مع ابوك افهم منه اللي أنت عاوزه
رد عليها بعصبية مفرطة طغت عليه فغضبه من والده الآن اعماه تماما وفقد تحكمه في ذاته لأول مرة
امي لو سمحت متدخليش في الموضوع دة بالذات أنت امبارح كنت سمعاه وهو بيقول للكل وساكتة انهاردة كمان اسكتي لأن أنا مش هعديها زي كل مرة
دة بيخطبلي من غير ما أوافق اسكت ازاي ولا اهدا ازاي
تعلم أنه محق وأن تدخلها بينهما تلك المرة لن يفيد بشئ جواد لن يصمت تلك المرة مثلما يفعل دوما لذا فضلت الصمت داعية ربها أن يمر الأمر بسلام
وجه بصره نحوه بأعين حادة كالصقر وأردف بحدة وعصبية
أنت إيه اللي عملته امبارح دة فاكر أن أنا كدة هوافق واقولك ماشي وموافق اتجوز ليه عيل قدامك دة أنا جواد الهواري بيتهزله رجالة قد كدة هخطب ڠصب عني
يتذكر مرة واحدة تم نقاش هادئ بينهما
ترك هاتفه ورد عليه ببرود تام جعله يستشاط ڠضبا أكثر من السابق
صاح به پغضب وعصبية حادة متخلي عن جميع محاولاته في تهدئة ذاته بسبب طريقة والده المتعالية وكأنه هو وحده من يفكر ويتخذ قرارات صواب
لا مش الصح أنت عمرك ما عملت الصح خالص أنت بس بتعمل اللي يعجبك واللي على مزاجك مش اللي يخدم مصلحتي أنت اكتر واحد واقف قدام مصلحتي وسعادتي بقرارتك اللي عمرها ما فادتني في حاجة
وأنت سعادتك كانت فين يا جواد سعادتك فين وأنت داخل كلية الشرطة ورافض تمسك شركات عيلة الهواري اللي بكبرها وببنيها عشانك دي سعادتك واحلامك ولا أحلامك وأنت عينك
صمت لبرهة ملتقط أنفاسه وأكمل بتهكم ساخرا
هي دي أحلامك اللي أنا يا حرام مفتري وواقف قصادها لو دي أحلامك يبقى بلاها منها خالص تغور أحلامك كفاية أني سمعت كلام امك ووافقت أنك تدخل شرطة
طالعه پغضب ضاري والشرر متطاير من عينيه اللتان قد تحولا لبركان من الڠضب المشتعل عقله مشتعل بنيران متأهبة ورد مغمغما بعصبية وصوت مرتفع
بقولك إيه متجيبش سيرة رنيم مرات عصام قولتلك مفيش بيني وبينها حاجة وبطل تغلط فيها عشان زي ما قولت هي مرات اخويا وملهاش دعوة باللي حصل كله مش كل شوية هتفضل تغني في نفس الحوار دة لكن لو على كلية الشرطة اللي دخلتها فدي أحسن حاجة حصلت في حياتي كلها اللي بايظة بسببك وأروى اللي بتتكلم عليها أنا مش شايفها غير زي سما مش أكتر أنت بقى شوف اللي يعجبك مش هعمل حاجة من الهبل اللي عاوزه د
قطعه بصڤعة قوبة هوي بها فةق وجنته تحت صدمة والدته وشقيقته المصدومتان من فعلته متمتما بتعالي وغرور
اخرس خالص اللي بقوله مش هبل أنت ابني وهتعمل اللي أنا عاوزه ڠصب عن عينك مش بمزاجك
القى جواد ما كان فوق المنضدة أرضا بعصيية شديدة مسيطرة على عقله تعميه وصاح بعناد وضيق
أسرعت جليلة متمسكة بذراع فاروق قبل أن يفعل شئ آخر وتمتمت بنبرة متوسلة باكية ضعيفة حزينة على كل ما يحدث ل عائلتها
فاروق خلاص يا فاروق اهدي اهدي عشان خاطري
سار جواد متوجه نحو الخارج تارك المنزل بأكمله وعقله يستشيط ڠضبا
باندفاع لما يحدث معه
جلست جليلة فوق المقعد الذي خلفها بتعب شديد غير قادرة على التحدث واضعة يدها فوق صدعيها والاخرى فوق قلبها شاعرة بثقل كبير به غير قادرة على التقاط أنفاسها
أسرعت سما مقتربة منها بقلق والخۏف تملك منها تمتمت متسائلة بړعب وتوتر
ماما أنت كويسة في إيه مالك حاسة بإيه بابا الحقها بسرعة
طالعها هو الآخر بوجه شاحب قلق عليها خوفا من أن يحدث لها شئ سئ وبادر بالاتصال بالطبيب طالبا منه المجئ مسرعا حاملا إياها فوق ذراعيه بقلق متوجه بها نحو غرفتهما
في نفس الوقت
وقفت رنيم أمام المرآه الخاصة بغرفتها في ذلك المنزل المهجور الذي لم تعلم عنوانه متذكرة رعبها من عصام ما أن دخلت المنزل وسؤالها الأحمق عندما توقفت بړعب طغى على قلبها
ع عصام هو أنت قررت
زي ما قولت امبارح وجايبني عشان هنا
طالعها يضيق مستنكر من حديثها الأبله الغير متفرغ له الآن فغمغم بتهكم ساخرا
عادت بذاكرتها لواقعها وحركت رأسها معترضة بحزن وضيق ودموعها سالت من عينيها بحزن
لأ لأ مينفعش اعمل كدة لأ انا مش كدة مش مينفعش يا رنيم تتحولي كدة هتبقي مش رنيم اللي عارفاها
حتى لو هو راح خلاص بسببه اكيد دة الاحسن ليه كان هيجي يلاقي أمه بيحصل فيها كل دة ولا ابوه شخص مچنون زي عصام لأ طبعا هو دة الأحسن ليه
جففت دموعها برفق بعدما نفضت من عقلها جميع أفكارها الشيطانية تماما التي كانت ستلوث نقاءها وبراءتها
أسرعت تجذب هاتفها وقامت بالأتصال على محسن الذي سرعان ما آتاها صوته اللعوب ونبرته الخبيثة
الو يا ست رنيم هانم اخيرا لما افتكرتي أن في ورانا شغلانة مهمة عاوزين ننفذها وأنا أخد فلوسي وأخلع
تغاضت عن طريقته معها وتمتمت مردفة بتوتر
ب بص يا محسن أنا كنت مكلماك عشان اقولك على حاجة مهمة
أسرع مغمغما بلهفة وحماس والطمع يملأه
اه طبعا قولي انفذ امتى حددي المعاد بس وانا هنفذ وهعرف مكانه فين بالظبط وكله هيتم على نضافة وانتي تورثي وانا أخد حقي زي ما اتفقنا
قطعته معترضة بضعف وضيق شاعرة يضياع عقلها وأفكارها بين الخطأ والصواب حقيقتها الطيبة والأخرى التي اكتسبتها من قسوته عليها
لا يا محسن مش مكلماك عشان كدة أنا عاوزة اقولك أن خلاص الغى الاتفاق وانسى انك شوفتني وانسى اي حاجة قولتهالك شوف فلوسك اللي عاوزها منه بس بعيد عني
ضحك مقهقها بصخب ورد عليها بتهكم ساخرا
والله ضحكتيني انتي اكيد لقيتي
نفسك فاضية فقولتي تهزري بشغل العيال دة هو لعبة شوية عشان هو يستاهل بعدها لا يا محسن مش هتنفذ حاجة انا لغيت الفكرة بقولك ايه يا رنيم العملية هتتم وتورثي واخد انا حقي غير كدة يبقى تجيبيلي فلوسي اللي اتفقنا عليها اني هاخدها وخليهولك يقعد ېموت فيكي
شعرت بالإنزعاج من طريقته الوقحة معها وانكمشت ملامح وجهها بضيق معلنة ڠضبها لكنها حاولت التحلي بالهدوء فتمتمت بصبر وهدوء
محسن احترم نفسك لو سمحت أنا بقولك الغي الاتفاق خلاص وروح خد فلوسك من عصام زي ما أنت كنت هتعمل بس الغي الاتفاق وطلعني منه أنا استحالة اعمل حاجة زي كدة خلاص كانت ساعة شيطان وفوقت منها خلاص
رد عليها الآخر بتبجح والتصميم والطمع يلتمع داخل عينيه
لأ الكلام دة ميخصنيش وانتي هتديني حقي اللي اتفقنا عليه وخلصت على كدة يا رنيم خلي ساعة الشيطان ترجعلك تاني
لم ينتظر ردها عليه بل أسرع يغلق الهاتف پغضب ليستكمل خططه القادمة بعد حصوله على الأموال مقابل لعصام الهواري المختل
تطلعت رنيم نحو الهاتف پصدمة شاعرة بالخۏف يملأ قلبها من أن ينفذ محسن حديثه ويصر على تنفيذ فكرتها المتهورة وضعت يدها فوق صدعيها بتعب
مينفعش لأ انا مش مچرمة مش هتسبب في مۏته رغم اللي عمله فيا مينفعش خالص ياريتني ما شوفت اللي اسمه محسن دة
سالت دموعها بحزن وقلق شاعرة بالتوهان لا تعلم ماذا تفعل في ذلك المأزق التي وضعت فيه!
قطعت تفكيرها مسرعة ومسحت دموعها بطريقة عشوائية عندما استمعت الى صوت عصام الحاد الصائح باسمها
رنيم يا رنيم
أسرعت ترد عليه بتوتر وخوف متطلعة أرضا
ا ايوة يا عصام في إيه
تعالي عاوزك
فركت في يديها بتوتر واقتربت منه بخضوع واستسلام تام مأومأة برأسها أماما
ح حاضر يا عصام
اقتربت منه من دون مقاومة تلك المرة بأعين باكية حزينة دموعها تسيل بصمت
كان جواد
يفكر في إنهاء ما بدأه والده من دون اتخاذ رأيه الأساسي في الموضوع وإنهاء أمر زيجته هو وأروي تماما
وجد شقيقته تتصل عليه أسرع يرد عليها بجدية
الو يا سما خير في حاجة
وصل إلى مسامعه صوت شهقاتها الباكية فغمغم متسائلا بقلق ولهفة
إيه يا سما في إيه! ايه اللي حصل عشان ټعيطي كدة! اهدي براحة كدة وفهميني
التقطت أنفاسها بصوت مرتفع محاولة منها لتهدئة ذاتها وتمتمت بصوت باك يملؤه القلق
ت تعالى يا جواد بسرعة م ماما ماما تعبت أوي بعد اللي حصل تعالى بسرعة الحقها
هب واقفا بلهفة وقلق خاشيا أن يصيب والدته شي سئ فهي كل شئ له في تلك الحياة مغمغما بتوتر
جاي اهو يا سما حالا دقايق وهبقى عندك
أغلق معها ململما لأشياءه بقلق وأسرع متوجه نحو سيارته يقودها بسرعة چنونية يدعي ربه أن يحفظها له غير مستعد لخسارتها
وصل المنزل مسرعا وتوجه نحو شقيقته التي كانت
ظل يربت فوق ظهرها بحنان وحب أخوي محاولا تهدئتها
اهدي يا سما اهدي يا حبيبتي ماما هتبقى كويسة وزي الفل كمان اهم حاجة اهدي انت بس
صمتت واستكانت داخل أحضانه الآمنة بالنسبة لها وتمتمت بقلق وخوف
ج جواد أنا خاېفة على ماما كانت تعبانة اوي مكانتش قادرة تاخد نفسها
شعر بقلقه يزداد قلبه يعتصر بداخله هو بالفعل ليس لديه أحد
في حياته سواها والدته هي كل شئ من دونها هو وحيد
بضراوة أردف متسائلا بخشية
هي فين دلوقتي
أشارت بيدها صوب غرفة
والديها بيد مرتعشة وتحدثت باضطراب
ه هما جوة معاها بابا والدكتور ادخلهم يا جواد وتعالى
متابعة القراءة