حي المغربلين بقلم شيماء سعيد

موقع أيام نيوز

تلك الفتاة مختلفة مثل اختلاف
الليل و النهار.
توقع عند استيقاظها الكثير من ردود الفعل إلا الهروب و ترك كل شيء خلفها ببساطة تخيل طلبها للزواج منه حتى يصلح ما أفسده كان سيوافق بكل رحابة صدر إلا أنها هدمت طوق النجاة الوحيد له..
عيونها المميزة سحبته ليغوص بداخل جنتها الرائعة فاق من شروده على صوت فرحة الهادي 
فارس عمو و العيلة راحوا يرتاحوا شوية محتاج مني حاجة!
موقفه أمامها أكثر من مخجل من تلك الليلة و هي تتعامل معه بطريقة جادة و ربما حزينة رفع عينيه لها بجدية لتنظر بعيدا لا تعلم لما ترفض النظر إليه خصوصا بعد ما رأته عليه.
حاول الاعتدال لتقوم بسرعة تساعده على ذلك ثم عادت إلى مقعدها ليردف بجدية
عارف إنك مش قادرة ترفعي عينك و تشوفي عيني معاكي حق أكيد صورتي جواكي بقت حاجة تانية مش هقدر اوصفها مع إني حاسس بيها جوا تصرفاتك بس الحقيقة إني كنت أول مرة أشرب و هي كمان أنا حتى أول مرة أشوفها..
أخذت نفس عميق تربيتها و حياتها مختلفة بشكل كامل عن حياته بالقاهرة و عمله بالوسط الفني ربما ما تراه كبير يراه هو بسيط جدا أخرجت ثاني أكسيد الكربون من أعماق صدرها قائلة بهدوء جاد 
يمكن طريقة شغلك و حياتك بعدتك عن إحنا اتربينا إزاي و على ايه و المشكلة فعلا إنك نسيت كتاب ربنا اللي حفظناه مع بعض و إحنا صغيرين ممكن فعلا يكون كل ده غلطة مكنتش عامل حسابها لكن كان المفروض إنك متروحش مكان زي ده ابدأ عارف الريح العاصفة يا فارس أولها نسمة و أنت بدأت بيها البنت دي محترمة جدا..
تجمد جسده على آخر جملة قالتها أهي تعلم من تكون! قلبه رفرف بسعادة و بصيص من الأمل قائلا بلهفة
محترمة جدا أنتي تعرفي مين البنت دي يا فرحة!
ترددت بشكل كبير بالرد عليه بداخلها بعض القلق عليها فهي لا تعرف ماذا يريد منها قرأ ما يدور بعقلها ليكمل حديثه بصدق
صدقيني أنا مش عايز إلا كل خير ليها قولي بس هي مين.
هي فتون المسيري أخت فاروق المسيري يا فارس زميلة ليا و الكل عارف أخلاقها و احترامها.
شيماء سعيد
بشقة جليلة.
تتقلب على فراشها مثل الجمر مغص حاد ببطنها يأكل أحشائها من الداخل من المفترض أنها اليوم شقيقة العروس اليوم يوم فريدة و هي مجرد ضيفة شرف.
موافقة فريدة أخذت قطعة من قلبها و ألقت بها بأعماق النيران كابوس لم تتخيل الوصول إليه بحياتها الزغاريد تملأ المكان لتقرر الفرار عن المكان...
ربما دموعها جفت أو بإنتظار رؤيته بثوب العريس لتتحرر من عينيها لذلك فضلت البقاء بين غرفة أحلامها إذا علمت فريدة الحقيقة و إذا علم هو ستكون النهاية لا محالة.
أغلقت هاتفها و أغلقت عينيها لعلها تجد الراحة بنومها.
أما بالخارج جلست جليلة بين نساء الحي بقمة سعادتها رأت أخيرا حصاد زرع السنوات و ستتزوج واحدة من أغلى الناس على قلبها رغم عدم فهمها لحالة فريدة و فتون بالأيام الأخيرة.
أبتسمت فريدة إبتسامة خالية من الحياة و عينيها معلقة على شاشة التلفزيون التي فصلت الأغنية و أتت فجأة بالأخبار...
أخيرا النجم فارس المهدي رجع لجمهوره بعد أسبوع كامل بالمستشفى بحاډث مجهول و غامض و قال كمان إنه هيطل علينا بفيلم جديد و العنوان مفاجأة هيقولها بعد شفائه بشكل كامل
رهبة مع رجفة و القليل من ذكريات.. نظرات عينيه لها قبل أن تفر وضعت يدها على صدرها تحاول السيطرة على دقات قلبها المرتفعة حمدت الله ألف مرة على أنها لم تصبح قاټلة مثلما أصبحت .
أمال البنت فتون راحت فين.
فاقت من دوامة تعيش بداخلها الفترة الأخيرة بلا توقف على صوت جليلة لتقول بهدوء و صوت متحشرج
تعبت شوية و قالت أول ما الناس تيجي هتكون هنا.
ردت عليها جليلة بعجلة
طيب يا حبيبتي يلا ادخلي البسي و صحي أختك الناس تقريبا بتخبط على الباب لما نشوف الست أزهار ساكتة مش زي عوايدها ليه.
دلفت فريدة للداخل لتستعد لرحلة بدأتها شقيقتها و ستكون النهاية بقلمها هي أما أزهار أين هي كل تفكيرها بأسبوع مضى.
فلاش باااااااك..
مستعد أدفع ليكي عشرين مليون جنيه مقابل
خدمة بسيطة رأيك إيه يا شوكولاتة!
لحظة و الثانية و هي تحدق به بعين متسعة هذا المبلغ لم تسمع عنه بحياتها أهذا الرجل عاقل أم فاقد الأهلية حاول الثبات بقدر المستطاع أمام مظهرها المغري..
عيون سوداء متسعة و شفتين بقمة اللذة تكاد تصل للأرض يبدو عليها عدم الفهم و هذا ما يميز الشوكولاته طعم لذيذ بلا عقل ابتلعت لعابها مردفة بصوت متحشرج
لا مؤاخذة يا باشا لو مفيش إساءة أدب قولت عشرين ايه!
جذبها لتبقى على مقربة منه يأخذ أكبر كم من رائحة الشوكولاته اللذيذة تفوح منها هامسا بصوت أجش
عشرين مليون جنيه و الخدمة بسيطة جدا جدا جدا يا شوكولاته...
هذه الفتاة مزيج بين الأنوثة المغلفة بالجمال الشرقي مع المزيد و المزيد لسان غريب عجيب تفاجأ من بعدها عنه بقوة و تلك الشرارات المنطلقة من عينيها 
نعم نعم يا عينيا لا أنت شكلك مش ماشي معايا على الخط بقى مش عيب على شنبك و سنك تفكر كدة فاكرني ايه ده أنا أمد ايدي في بطنك أطلع بكرشك اللي حاشر فيه مال الولايا.
أشار لها بالصمت بدأ يفقد السيطرة على أعصابه خصوصا مع حديثها المستفز عن حياته الشخصية ثم أردف بصرامة
حطي لسانك في بوقك و اكتمي أنا صحيح بحب الشوكولاتة لكن الموضوع بدأ يدخل في المش عقلك راح بيكي لفين أنا مش عايز منك قلة أدب دلوقتي و على الأقل دلوقتي أنا عايز مصلحة تانية.
سألته بتوتر مثل الطفلة المذنبة بحق أبيها
آمال واحد شمال زيك هيعوز مني ايه!
أجابها بسخرية
شمال!!! خدي بالك البدلة دي جزء من شخصيتي.. الجزء التاني عشوائي..احترمي نفسك و ركزي معايا.
شعرت بالضيق من وجودها معه لتردف
اخلص بقى يا جدع أنت عاوز مني ايه!
تعرفي تشتغلي خدامة!
اسودت عينيها ثم وضعت يديها على خصرها مردفة بالمعنى الحقيقي للردح
خ ايه يا خويا خدامة ايكش تعيا و لا تلاقي اللي يخدمك قادر يا كريم.
أليس هنا و انتهى به الأمر جذبها من جديد واضعا يده يمنعها من قول حرف آخر قائلا
رجل أعمال بيشتغل في الممنوع هتعملي عمل وطني لما تدخلي بيته كخدامة كام يوم و بعدين هيكون عندك عشرين مليون جنيه.. رأيك إيه ما تردي..
أشارت إلى كفه المقيد لها ليبعده عن فمها بالتدريج ببطء شديد و عينيه تحدق لتقول هي بذهول
أكيد لا طبعا و أنت من امتا تعرف الحلال و الحړام يمكن يكون الرجل طيب أنا مضمنكش ابدا بصراحة...
بقولك ايه أنا كمان بصراحة في حلم ناوي أحققه دلوقتي بس مستحيل أحط عليكي المكسرات إلا لما تكوني راضية يا شوكولاته أما موضوع رجل الأعمال فهو معروف اكتبي فوزي الخولى على جوجل و تعالي عشان نتفق.
انتهى الفلاش باااااااك...
صوت الزغاريد جعلها تعود إلى أرض الواقع من جديد مع دخول العريس و عائلته لمنزل جليلة..
بغرفة الفتيات...
أنتي بتقولي إيه يا فريدة مش فاهمة!.
مذهولة هي بالفعل غير
تم نسخ الرابط