حي المغربلين بقلم شيماء سعيد
المحتويات
يرفض الخوض إليها و قولها إلا أن القلب قالها بدقاته و العين صړخت بها آااه و ألف آااه يا ابن الروح كانت هي الأسرع بالجمود مردفة
أنا مش قولتلك بدل المرة ألف البيت ده ممنوع تدخل فيه جاي ليه المكان مش بتاعك و لا ليك حد فيه.
أزاح جسدها بكفه عن طريقه و أغلق باب المنزل خلفه مردفا بجدية
البيت بيتي و بإسم فاروق المسيري يا جليلة أما ليا فيه مين!! ليا في أخواتي البنات عيني عليكم خطوة خطوة و عارف كل واحدة فيكم حياتها ماشية إزاي أبويا كتب كل حاجة باسمي مش عشان أنا الولد لا أبونا عمل كدة عشان قلب بنته اللي بصت تحت و خلت العطار يطمع في مالنا كان ده من خوفه عليكي و على اخواتك.
أخرج برا البيت ده يا ابن المسيري.
أنا جاي لأختي يا جليلة فريدة فين!
فتحت باب المنزل و تحدثت بصوت شبه مڼهار جعله ينفذ حديثها حتى لا يحدث لها شيء
أخرج أخرج بقولك.
أغلقت الباب خلفه و ذهبت إلى غرفة فريدة بعدما أخذت نسخة من مفاتيح الغرفة من غرفتها لتجد فريدة غير موجودة بالمنزل الساعة الثانية عشرة منتصف الليل.
أختك فين يا بت.
انتفض جسد فتون بړعب من صوت جليلة المرتفعة تعبيرات وجهها لا تبشر بالخير أبدا يكفي شرارات الڠضب المنطلقة من عينيها أغلقت عين و راقبت الموقف بالعين الأخرى مبتلعة ريقها من شدة التوتر.
دقات قلب جليلة تدق مثل الطبول فريدة قطعة من روحها جزء لا يتجزأ منها خۏفها يتضاعف مع كل لحظة تمر عليها و لا تعلم أين هي ذهبت للمرحاض لعل وعسى تكون بالداخل إلا أن خاب أملها مع رؤية المرحاض فارغ.
اهدي يا جليلة هي عند أزهار.
كڈبة وراء الأخرى و لا تعلم إلى أين ستصل ذهبت إلى فاروق و فاروق أتى لهنا فلتت أعصابها من سيطرتها عليها خائڤة على شقيقتها و بنفس الوقت تخشى رد فعل جليلة..
أزاحت جليلة فتون بعيدا عن طريقها قائلة بصوت مرتفع
دفعة جليلة لها آلمت جسدها إلا أنها عادت إلى الوقوف أمامها من جديد مردفة برجاء تمنعها من الخروج
هي قاعدة عندها عايزة تقعد شوية لوحدها يا جليلة أزهار في الدور اللي فوق مننا سبيها النهاردة و بكرا نتكلم و بعدين الجواز مش بالڠصب يعني.
يا فرحة قلبي بيكي عايزة أختك تبات برا البيت اخفي من وشي... نص ساعة لو أختك منزلتش من فوق و الله العظيم هتبات برا بس في المستشفى.
لم تجد أمامها حلول إلا الإتصال بأزهار لتكون معها بنفس الخطة حتى تعود الأخرى ثانية و ردت عليها أزهار بحزن
الو يا فتون أخبارك.
ألقى نظرة سريعة على الباب تتأكد من عدم وصول صوتها للخارج ثم أردفت
شهقت أزهار مردفة
آمال
هي فين يا فتون لما مش في البيت و لا عندي في وقت زي ده!..
بتنهيدة طويلة أجابتها
صممت تروح لفاروق عشان حصل سوء فهم بينها و بين جليلة أنتي عارفة لو جليلة عرفت إنها راحت لفاروق هتكون مصېبة مفيش ليها حل أبدا.
خلاص خمس دقايق و هكون عندكم.
أغلقت معها الخط لترى رسالة مرسلة من محطم قلبها يطلب منها الإتصال تركت الهاتف من يدها و ألقت بجسدها على الفراش بإهمال لعبة الحب بدأتها و هي مراهقة و اليوم ضاع كل شيء منها من البداية لم تخطط لنهاية أو تعلم كيف ستكون..
تحاول إخفاء جرحها لأنها السبب الأكبر بما يحدث الآن مع توأم روحها رنين هاتفها على النغمة المخصصة إليه تعالت معها رنين قلبها يلعن عن ضعفه و إشتياقه.
همسته المشتاقة ذابت بها مع نبرته الرجولية الخالصة أخذت نفس عميق و كتمته بداخلها مقهورة بما فعلته بنفسها و به
أخيرا يا فريدة حلم العمر بدأ يتحقق و خلاص هتكون مراتي و على اسمي.
زوجته و على اسمه بالفعل كان حلم بعيد بعيد جدا و الآن فقط تأكدت بأنه مستحيل خانتها دمعاتها و سبقت لسانها بالسقوط على وجهها أبعدت الهاتف عنها لتسمح لشهقاتها بالخروج من أعماق قلبها.
آه و ألف آه على وجعه لا يشاركها به أحد يأكلها بمفردها غصة مؤلمة تحاملت على نفسها و ابتلعتها بحلقها للحظة وصل بها عقلها إلى ليلة زفافه على فريدة و كيف سيكون بقمة سعادته.
هل سيأتي يوم و تحمل به طفل هو أبيه و هي ليست والدته بل نسخة منها بالشكل عاد و همس باسمها لتعود معه إلى أرض الواقع
مالك يا فريدة حاسس إنك مش مبسوطة زي ما أنا مبسوط حتى و أنتي قاعدة معايا حاسس إني مش مع حبيبتي اللي روحي فيها!
فراشات ناعمة أثارت كل جزء منها أهو بالفعل يشعر بها و يعرف كيف يفرقها عن غيرها! أخرجت تنهيدة حارة ثم أردفت بصوت حاولت إظهار المرح به
أكيد مبسوطة و جدا يا عابد بس أنت عارف أول مرة نقعد مع بعض كلمات الواتس و الكتابة مختلف جدا عن الحقيقة وقتها اتوترت و الكلام وقف مش عارفة أقول إيه أو اعبر إني سعيدة ازاي..
قهقه بصوته كله أكثر من سعيد بأن قربه منها على مسافة خطوة واحدة رغم إنها و شقيقتها نسخة طبق الأصل إلا أنه أحب شخصيتها البسيطة و روحها الطيبة أحبها من الداخل رغم جمالها الخارجي الأكثر من رائع.
أجابها بمشاكسة
عندك حق برضو فكرة إنك تقعدي معايا شرف مش أي حد يطوله عموما سلام لأن الحاج عايز يقفل الوكالة و ينام.. أكلمك تاني لما تكوني فعلا على اسمي يا فريدة و دبلتي منورة ايدك..
شيماء سعيد
بشقة كارم.
جلس المقعد بجوار والدته يجفف لها خصلاتها بعدما قام بغسله ثم بدأ يمشطه مثل عادته اليومية بعد ۏفاة والده مع حركة المشط على شعرها كانت تردد لها الدعاء تتمنى لو تراه أفضل رجل بالعالم.
على الاريكة الأخرى كانت نجوى تتابع الموقف بسخط كبير حنان يجعلها لا تطيق العيش بينهما ابدا كل ما تريده الآن خروجه من المنزل حتى تبدأ تلك السيدة بالأعمال المنزلية و تقوم هي لتتحدث مع أصدقائها و تتابع عملها.
عدلت من الوشاح الموضوع فوق خصلاتها و عبايتها المنزلية الواسعة لا ترغب بالتعامل معه فهو نقطة ببحر الرجال من حيث المظهر الخارجي و المال و رقة الكلمات و التعبير..
انتهت على صوته الهادي
مش ناوية تحضري الفطار من ايدك الحلوين دول يا ام يوسف!..
عنينا يا أبو يوسف.
قالت جملتها بسعادة حقيقية بعد الفطار سيذهب من هنا و تستطيع هي التعامل بحرية مثلما تشاء ألقى عليها السيدة صباح نظرة سريعة زوجة
متابعة القراءة