عشق القلوب بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز


من نومها 
مريم هننزل مصر صح قريب 
ليتجنب حديثها
يوسف انسي مصر دلوقتي وخليكي معايا انا ويظل يدعابها حتي يغفو وسط حديثه الذي يأثرها وينسيها كل شئ 
نظرت اليها امها پصدمه طويلة وقالت غبيه وحماره سلمتيله نفسك قبل الجواز ياأروي عشان كده مبقاش طايقك وبيعملك وكأنك خدامه 
لتبكي أروي بحړقة قائله حرام عليكي بقي كفايه العڈاب اللي انا فيه مش انتي اللي صممتي تعرفي كل حاجه اه انا قولتلك ياشهيره هانم 

فتسقط شهيرة علي اقرب مقعد قائله انا السبب انا السبب انا اللي ضيعتك بتحررك 
ونظرت الي هيئة ابنتها التي اصبحت عليها ياريتني ربيتك علي كده من زمان 
لتجذب اروي حقيبة ملابسها التي جلبتها معاها بعدما تركت له المنزل قائله پألم الندم مبقاش يفيد دلوقتي ياماما احمد الفلوس عميته خلاص وبقي كله عنده بصفقات لتتذكر اخر ليله قضتها في بيته بعدما عاد اليها بسكر راميا بعض النقود عليها جاذبا ايها وهو ېطعنها بكبريائها أكثر 
هدفع تمن الليله اللي هقضيها معاكي يا أروي اصل زيك زيهم
فتسقط دموعها مجددا وهي ذاهبة الي غرفتها في بيت والديها نادمة علي كل مافعلته بنفسها من اجل شخصا احبته
تأملت سعاد ذلك الخطاب الجديد الذي يحمل صور أبنتها مع زوجها ناظرة بسعاده لكل جزء من ملامح أبنتها متذكرة زوج أبنتها وحديثه معاه منذ شهران 
فلاش باك 
كانت واقفة في مطبخها تعد الطعام ليأتي احد اولادها من خلفها قائلا ماما في واحد علي الباب شكله راجل مهم وب بدله ولا كأنه من امن الدوله
لتفزع سعاده من حديث ابنها المشاغب حتي يبتسم قائلا بضحك معاكي ياسوسو هو صح شكله حد مهم بس احنا في الامان ياحجه يلا اخرجي ورايا بقي ياسوسو عشان نشوف قصته اصله عايزك بالأسم ياجميل 
وألتفت
لها ليداعبها مجددا قائلا بغمزه فكاهيه اوعي يكون حب قديم ياسوسو قبل بابا 
لتوكظه علي أحد كتفيه 
سعاد اتلم وتعالا نشوف مين ده اللي عاوزني وابوك كمان مش موجود أعمل ايه انا دلوقتي 
وتذهب خلف أبنها لتجد ذلك الرجل كما وصفه لها أبنها 
سعاد بأرتباك فيه حاجه يا أستاذ انا الست سعاد
ليبتسم الرجل ببشاشه ويتنحنح حرجا انا عارف اني جاي ليكي من غير ميعاد ياحجه بس انا مش هاخد من وقتك كتير وأخرج من جيب بذلته كرتا يدل علي مكانته فيأخذ ذلك الكرت أبنها لتقول هي انت مين يابني 
فيحادثها ابنها قائلا ده محامي ياماما 
فيعرفهم أشرف علي وظيفته ومكانته قائلا بأحراج هو انا مش ممكن أتفضل ياهانم ولا انتوا بخله
فتبتسم سعاد بأحراج لبشاشه ذلك الرجل الذي يبلغ من عمر زوجها قائله اتفضل يابيه
فتتقدمه هي الي داخل حجرة صالونها البسيط
سعاد اتفضل 
فيجلس اشرف علي احد المقاعد ويبدء بالحديث حتي تشهق بخضة علي ابنتها 
ليقول ابنها ذات السادس عشر عاما اختي مريم فين وايه اللي حصلها
فيبلغهم بحدوث تلك الحاډثه وزواج ذلك الرجل منها الذي كان سبب في حادثتها ومعرفة عمها بكل شئ وتزويجه لها وبدء يقنعهم بالحديث حتي قالت دامعه بنتي اتجوزت واحد منعرفهوش وهي دلوقتي مش فكراني طب ازاي
ليبدء المحامي في تهدأتها بنتك ياحجه مش متجوزه اي راجل ده اكبر رجل اعمل في امريكا واروبا وهنا كمان ليه اسمه 
فتبكي سعاد حړقة انا عايزه بنتي يا استاذ الله يخليك 
ليرن هاتفه قائلا
أشرف ده يوسف باشا جوز بنت حضرتك عايز يكلمك 
فتنهض سعاد فزعا وتحادثه قائله انا عايزه بنتي يابني وكتر خيرك علي كده
ليحادثها يوسف بعفويه ويعلم بأن تلك السيده البسيطه لا شك بأن تكون والدة زوجته فأهل الطيبه لا ينجبون الا الطيبين مثلهم 
وتفيق سعاد علي حديث زوجها الغليظ 
فهمي وبقي ليكي حساب في البنك كمان وجوز بنتك بقي معيشك هانم ياسعاد ياسبحان الله حد يصدق ان بنتك تقدر توقع واحد ابن ناس ده لولا ان عمها اكدلي كده مكنتش صدقت وقولت انها ماشيه في الحړام
فترمقه سعاد بنظرات ناكره 
سعاد الخير اللي بقينا عايشين فيه ده بسببها متجيبش سيرت بنتي تاني انت كنت تحلم تشتغل في شركه زي اللي يوسف شغلك فيها وتروح باشا وترجع باشا ولا مدير يقرفك ولا علاوه تتأخر ومرتب خمس اضعاف مرتبك القديم
ليقف الكلام في حلقه متذكرا كل النعيم الذي اصبح فيه قائلا بارتباك لكي يغير مجري الحديث 
فهمي جوز بنتك ده مش ناوي يجي مصر نشوفه 
فتتذكرهي پألم كلام يوسف لها عندما حاډثها اول مره انا أسف اللي هقوله ليكي بس مريم فقدت النطق في الحاډثه 
ومع غروب شمس النهار ونسمات الهواء الهادئه جلست
علي مرجحتها المفضله التي تتوسط جانبا من حديقة قصرهما الواسع ولامست جنينها بأيدي حانيه الذي علمت بوجوده في أحشائها عندما أتت الي هنا لتحدثه پألم 
مريم هو ليه بابا ديما حابسني وباعدني عن كل الناس حتي أهلي مش عارفه عنهم حاجه وصمتت قليلا لتتابع حديثها الذي ېحرق قلبها انا عارفه انه بيحبني اووي بس حاسه اني مش فاهمه حاجه واغمضت عيناها بقوة كي تتذكر أي شئ ولكن كما هي الصوره شريط طفله صغيره تلهو علي اقدام والدها وصوت والدتها تقول سيبي بابا يرتاح يامريم 
فهبطت دموعها وهي تحادث جنينها نفس اشوف صورتها واضحه في عقلي بس انا واثقه لو شوفتها هفتكرها علطول وحشتيني

اووي يا أمي
ليأتي من خلفها ويظل يتأملها بنغزه في قلبه حتي أبتلع ريقه بتوتر ورسم أبتسامة مزيفة علي محياه 
يوسف حببتي سرحانه في ايه وايه اللي مخليكي في الجنينه لحد دلوقتي الجو بقي برد
عليكي ياعمري 
وامسك بكف أيديها كي ينهضها معه
يوسف بدعابه انا أبتديت اغير من المرجيحه ديه ده انتي بتحبيها أكتر مني انا خلاص بفكر اشيلها
لتلتف اليه هي سريعا وبخضه وتركت يدها التي يمسكها بين راحتي كفيه لاء يايوسف الله يخليك 
فيضحك بقوه علي خۏفها لفقد متعتها البسيطه 
يوسف حببتي انا بهزر معاكي 
وأنحني بجسده كي يحملها بين ذراعيه وهو يقول بحب متحاوليش مش هنزلك 
لتحرك قدميها بعشوائيه وبخجل 
مريم يايوسف عيب الخدم بيفضلوا يبصوا ويضحكوا عليا ده حتي راشيل بتفضل تضحك شوفت 
فيضحك يوسف بسعاده بجد حتي راشيل طب كويس شوفتي بقي أنتي كنتي ظلماها ازاي لما قولتي انها لوح خشب 
لتخبئ وجهها بين ضلوع صدرهه يوسف انا عايزه أنزل مصر واشوف اهلي 
فيبتلع ريقه بصعوبه ويصعد بها علي درجات الدرج ويحادث الخادم بالفرنسيه الذي وقف في استقبالهم اجل العشا كمان ساعه ياريمون
سارت نحوه بخطوات يائسه حتي قالت بحزن 
ريما للاسف برضوه معرفتش حاجه عنها مستر عدنان ماټ وسيلا بنته باعت المحل ومدام مدلين صاحبة السكن قالت انها متعرفش حاجه عن مريم من يوم ماجت واحده من طرفها اخدت كل حاجه تخصها
ثم صمتت بعدما جلست بجانبه في السياره الخاصه التي ستنقلهم الي مطار كندا الدولي 
ريما بس مريم متعرفش حد هنا وعمها اللي كان مقيم هنا ساب البلد وكان بيكرهها مريم تفتكر يامراد حصلها حاجه
ليتأملها مراد بأسف اكيد هتكون بخير حياتي ممكن تكون رجعت بلادها
ريما بتمني ياريت يامراد ياريت كان نفسي اشوفك يامريم
كانت المياه تتدفق علي جسده وكأنها ڼار تحرقه فأغمض عينيه پألم وهو يلعن نفسه بسبب أنانيته هذه ليغلق تدفق المياه التي رغم برودت ملمسها إلا انه كان يشعر وكأنها ڼار 
ليخرج يجدها جالسة تمشط شعرها البني اللامع بشرود 
يوسف سرحانه في ايه تاني ياحببتي 
فدمعت عيناها 
مريم انت بقيت تتعصب عليا كتير يايوسف وديما پتتخنق مني بسرعه انت مبقتش تحبني 
فأمسك بالمشط الذي كان بين راحتي كفيها ليصبح بين يديه وبدء في تمشيط شعرها 
يوسف بنوتي الحلوه عايزاني اعملها تسريحه ازاي 
فهزت رأسها بالرفض بيهم ايه لازمته كل شويه تروحي تزوري ابوه واخته٧
فتنحني أروي بجسدها كي تأخذ حقيبتها وهي تحادثها نهال قربت تسافر وعايزه اقعد معاها اطول وقت ممكن وعمو عبدالله بيحتاجني ساعات وكمان انا عمري ما أنسي هما كانوا بيعملوا عشاني ايه وبيقفوا ضد أبنهم وعمرهم ما زعلوني في حاجه
فتلوي شهيرة فمها بأعتراض قائله اللي يريحك يا أروي أعمليه انتي ايه اللي لبساه ده ماهو مش معقول يوم ما تلتزمي تلبسي كده عبايه سوده واسعه ومافيش ولا نقطه مكياج تفتح وشك اقول لصحابي اللي في النادي ايه 
فتكمل هي سيرها نحو الباب
أروي مع السلامه ياماما 
نظر اليها أمجد طويلا بعدما تركت هاتفها جانبا بتأفف 
حتي قال مين اللي كان بيتصل من مصر يا سالي
لتظفر هي بضيق 
سالي ده جوز ماما بيقولي انها تعبانه جدا ومحجوزه في المستشفي عايزني انزل اخد بالي منها لانه مش فضيلها
فيسير هو نحو غرفتهما بلامبالاه 
أمجد سافري ليها ياسالي 
فتتابعه هي بضيق 
سالي هو انا كنت ناقصه ياربي طب وياسين 
امجد لاء ياسن مش هيسافر معاكي الولد ممكن يتدعي من المستشفي سافري أطمني علي امك ده حقها برضوه عليكي 
فرمقته بنظرات دلال
سالي علي عيني ياحبيبي والله أنا مقدرش ابعد عنك يوم وزادت في أقتربها الذي اصبح يبغضه
سالي ربنا يخليك ليا ياحبيبي !
انتهت لعبتهم التي أعتادوا عليها
حتي قالت اروي ضاحكه كش ملك ياعمي 
ليبتسم عبدالله لها بسعاده متتعوديش بقي علي كده يامرات أبني 
لتقف تلك الكلمه في حلقها ليتابع هو حديثه 
عبدالله ايوه مرات ابني وهتفضلي مرات ابني ولعلمك انا مش هسكت هو ابني اصلا يلاقي زيك 
اروي ربنا يخليك ليا ياعمي بس انا واحمد خلاص اللي بينا انتهي 
عبدالله بأعتراض ابني بيحبك ياعبيطه وتابع حديثه بحزن بس من الكتر الحب بقي أعمي 
لتبتسم هي بحزن علي داعبته الطيبه 
حتي تأتي نهال بملامحها التي مازال الحزن يكسوها الله الله يعني انا بعملكم احلي سحلب وانتوا عمالين تحبوا في بعض خېانه ونظرت الي اروي بشړ مصطنع
نهال سيبلي الراجل العسل ده 
لتضحك اروي بسعاده من قلبها ناظرة لهم حتي سمعت صوت الخادمة تحادث احدهما مرحبه اهلا اهلا احمد باشا 
فتحمل حقيبتها سريعا وبتوتر 
أروي انا لازم امشي 
وسارت بخطي سريعه دون ان تنتبه لندائات والد زوجها ونهال 
ليقف هو أمامها متأملا هيئتها خافقا قلبه وكل جزء فيه لها فهو مازال يعشقها ولكن 
احمد ازيك يا أروي 
لترفع بوجهها وتتقابل أعينهم وتسير رعشة في قلبها فتخفض برأسها سريعا وتتابع سيرها بصمت 
ليأتي عبدالله بكرسيه المتحرك قائلا بجمود انا لازم افهم انت ومراتك الحال وصل بيكم كده ليه
نظر احمد في ساعته بطريقة عمليه قد أعتاد عليها
احمد انا كنت جاي اطمن عليك يابابا انت ونهال ومدام انتوا كويسين استأذن انا عشان ورايا شغل 
كان نائما علي قدميها بسعاده وهي تقص عليه احد قصص الأنبياء من ذلك الكتاب الذي تحمله بين أيديها حتي توقفت قائله وهي تداعب خصلات شعره المبلله 
مريم وكده القصه خلصت وديه كانت قصة نبي الله عيسي عليه السلام 
لينهض يوسف من علي قدميها قائلا وابن الله 
فتنظر اليه مريم طويلا غير مصدقه لما يقوله زوجها حتي قالت انت أزاي تقول كده يايوسف الله واحد احد لم يلد ولم يولد 
فتسيطر عليه كل تعاليم
 

تم نسخ الرابط